"فخامة الرئيس" يهتف الضابط متأهباً. يدخل رئيس الجمهوريّة الى مكتب الاجتماعات الملاصق للمكتب الرئاسي. لا تحتاج مع الرئيس ميشال سليمان الى تلك الدقائق الضروريّة لكسر بعض الحواجز النفسيّة أثناء مجالسة شخصيّة بهذا الموقع. يريحك منذ المصافحة المرفقة بابتسامة محبّبة. يبدو متدفّقاً بالكلام حتى قبل أن تباشر بطرح الأسئلة. يستعيد، قبل إدارة آلة التسجيل، بعض المحطات البارزة من مسيرته في قيادة الجيش كما في الرئاسة الأولى. يرفض الكلام على "إنجازات" بل هي "محطّات وطنيّة" يقول. يستعيد ببعض التفاصيل تجربة الجيش في مخيّم نهر البارد. يكشف، للمرة الأولى، عن عرضين تلقّاهما أثناء تلك الأحداث من أجل حسمها عن طريق الإبادة الجماعيّة، "عبر وسيلتين الأولى داخليّة متوفّرة والثانية خارجيّة، إلا أنّني رفضت العرضين". يتذكّر الرئيس العماد ذاك العسكري الخارج من المخيّم وهو يحتضن طفلَ قاتله لإنقاذه. مشهدٌ يعني الكثير برأيه، ويختصر أسباب مناعة الجيش في وجه خضّات كثيرة تعرّض لها لبنان في السنوات الأخيرة