Khazen

صولانج بشير الجميّل

بيروت في 14/9/2007

 جئناك يا بشير، في ذكرى استشهادك الخامسة والعشرين، لنؤكّد لك تمسّكنا بثوابتك الوطنية، التي ناضلت واستشهدت مع رفاقك من أجلها.

ظنّوا انهم غيّبوك لينقضّوا على لبنان،

ظنّوا أنهم إغتالوك ليغتالوا في قلوبنا الأمل،

لكن، لأول مرّة، أشعر أن استشهادَك لم يذهب سدىً كما كانوا يأملون وينتظرون. فدماء شركائنا في الوطن امتزجت بدمائك ودماء رفاقك، لترسم بكل فخر خريطة لبنان الجديد، لبنانَ السيّد، لبنانَ المستقل ولبنان الثائر على كلّ احتلال والرافض لأية هيمنة.

وها هي اليوم دماءُ شهداءِ جيشنا البطل، تؤكد لك يا بشير، ما كنتَ تحلم به للبنان من جيش وطنّي، قويّ بإرادته وتصميمه.

كنتَ تريد جيشاً من أكثر من مئة ألف مقاتل ومناضل، لأنك كنت تعي كم هي المخاطر كبيرة، تلك التي تُحْدِقُ بوطنك، لبنانِنا الحبيب.

ونحن اليوم، نجدّد المطالبة معك بجيش قويّ منيع، يحمي استقلالية القرار اللبناني، يحترمه أصدقاؤه ويهابه خصومُه والأعداء.

منذ خمس وعشرين سنة، اغتالوك لدفْعِنا لليأس وفقدان الأمل بولادة وطن الحريّة، وهمُ اليوم يحاولون اغتيال الوطن من جديد، لكي تستمر الأزمةُ خمساً وعشرين سنة أخرى، من أجل القضاء على ما تبقّى من قيم ومبادئ وطنية تجسّدت بثورة الأرز وبشهداء سقطوا من أجل القضية.

وها هو النظام السوري، يعبث بوحدتنا الوطنية، ويصدّر لنا الإرهاب، ويجنّد عملاءَه لإضعافنا، لكي يستولي على مقدرات الدولة، من أجل تعطيلها تارةً، والانقلاب عليها طوراً.

وها هو يسلّح ضعفاء النفوس ليقتلوا أو ليحرّضوا على قتل أشقائهم وشركائهم في الوطن، وهم يستبيحون المقدسات، ويُنشؤون دولةً ضمن الدولة حتى لا أقول دولة ضدّ الدولة، ليتسنى لهذا النظام الإرهابي العودةُ إلى عهد وصايته على لبنان.

منذ خمسٍ وعشرين سنة، رفعتَ يا بشير شعارك :"لبنان أولاً" وها هو هذا الشعار يتردّد صداه في كل لبنان.

وها نحن اليوم، انطلاقاً من هذا الشعار ومن ايماننا بالله ولبنان، نؤكّد أننا نريد رئيساً، قوياً بإرادته، نظيفاً بكفّه، شهماً بتصرّفاته، صلباً بقراراته، ديمقراطياً بنهجه، عادلاً بتوجّهاته، واضحاً بخياراته الوطنية، لا يهادن  أبداً على حساب وطنه، مستعدّاً لانتزاع الحلول لا لإدارة الازمة.

نريد رئيساً، له لونٌ وطعمٌ ورائحةْ،

رئيساً يؤمن بأن الأمن والحريّة هما حق لكل مواطن،

رئيساً يرسّخ عودة المهجّرين، يطالب بالمعتقلين في السجون السورية، يضبط أمن الحدود،

رئيساً يصون الاستقلال، يكرّس الحرية لا يساوم على السيادة.

 

وباسمك يا بشير، أوجّه شكري وتقديري لكل من شاركنا في هذه الذكرى، خاصة الذين لم يغيبوا مرّة عن الحضور طيلة خمس وعشرين سنة،

كما أوجّه تحيّة إجلال وإكبار الى شهداء جيشنا البطل، وشهداء ثورة الارز وشهداء المقاومة اللبنانية، وشهداء لبنان.

ونعدك بأن ننجز استقلالنا الكامل وحرّيتنا وسيادتنا على الـ10452 كلم2.