Khazen

ما بين شعلان ودحلان!
بقلم: الشيخ وديع الخازن
شعلان في العراق ودحلان في فلسطين، وكلاهما يستأثران بالعقدة الاقليمية المرتبطة بما يدور من أحداث في المنطقة.
فوزير الدفاع العراقي حازم شعلان ما انفك، منذ أكثر من أسبوعين، يوجّه رشقات الاتهام الى دول الجوار مركّزا على ايران ومدعيا أنها وراء تأجيج الوضع في العراق.
ووزير شؤون الأمن الفلسطيني السابق محمد دحلان ما فتىء، منذ ثلاثة شهور، يتحدث عن مكامن الفساد المستشرية في السلطة الفلسطينية، وهو في حقيقة أمره يستخدم هذا الغطاء ليستعيد دوراً مفقوداً في الأمن الفلسطيني.


ورغم أن دحلان هو الذي استقال لأن الأمن الفلسطيني لا يحتمل رأسين معاً هو وعرفات، فانه راهن على دخول مبعوث الأمم المتحدة تري رود لارسن ليرمي القفاز في وجه عرفات حيث اتهمه لارسن بحماية الفساد والغضّ عن العمليات الفدائية. لذا عاد الرئيس الفلسطيني بدهائه المعروف ليفتح الخطوط عبر مستشاريه الذين وصفوا مركز دحلان بأنه (محفوظ)، لاحتواء ما كان يمكن ان يفجّر حربا داخل السلطة الفلسطينية لا يستفيد منها إلاّ العدو الاسرائيلي.
واذا كانت مسألة الوفاق الداخلي بين عرفات ودحلان قد وجدت طريقها الى الهدنة، ولو بالتفاهم على تقاسم الشؤون الأمنية بالحدّ الأدنى، فان مسألة الوزير العراقي شعلان آخذة في التصعيد ضدّ ايران بايحاء مباشر من سلطات الاحتلال. ذلك ان ايران، التي تتهمها الادارة الأميركية بامتلاك أسلحة التدمير الشامل، يتّهمها شعلان باشعال نار الفتنة في العراق والتدخل في شؤونه عبر (جيش المهدي) الذي يتزعّمه السيد مقتدى الصدر.
هذا التوزّع في الأدوار الاتهامية لايران انما يخفي نيّات أميركية مبيّتة ضدّ النظام الايراني وهو أمر اعتادت عليه القيادة الايرانية إلاّ أنه لم يبلغ هذا الحدّ من التركيز كما هو اليوم. لذا فقد عمدت قوات الاحتلال الأميركي الى تكثيف ضرباتها ضدّ (جيش المهدي) في النجف الأشرف، المعقل الرئيسي لهذا الجيش، تمهيداً لنزع الفتيل من يد المقاومة العراقية.
فالاحتلال الأميركي يجهد، في الفترة الأخيرة، لاطفاء نار المقاومة الداخلية في العراق لتحويل جهوده نحو ايران باعتبارها (تشكّل خطراً) على مصالحه الاستراتيجية في المنطقة فضلاً عمّا تشكّله من (تهديد نووي) على شريكته اسرائيل مع وجود صواريخ (شهاب 3) التي تطاول العمق الاسرائيلي.
ومن غير المستبعد ان تلجأ اسرائيل، وسط كثرة الحديث عن المخاطر النووية الايرانية، الى شنّ غارات جوية على مركز (بوشهر) النووي على غرار ما فعلت منذ سنوات في العراق عندما ضربت مفاعله النووي بالقرب من العاصمة بغداد، متسلحة بالوجود الأميركي الوقائي لها في حال حرّكت ايران سلاحها الصاروخي في اتجاه الأراضي الاسرائيلية.
فالأيام الفاصلة عن الموعد الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة حبلى بالمفاجآت العسكرية ذات الطابع الاقليمي المتصل بايران، حيث يمكن ان توظف ادارة الرئيس جورج دبليو بوش أي نوع من هذه الضربات في حملتها الانتخابية المركّزة على ضرب الارهاب العالمي الذي أظهرت حربها على العراق ان النظام السابق لم يكن على علاقة به، كما أن النظام الايراني يتخالف معه من منطلقات مذهبية وإلاّ لما عمد الى احتجاز وجوه بارزة من (القاعدة) لدى عبورهم الأراضي الايرانية.
فهل تكون حملة الوزير العراقي حازم شعلان هي المؤشر لهذا التطور الاقليمي الخطير الذي يضع ايران الهدف الثاني من حرب الادارة الأميركية الطويلة على الأنظمة التي تعتبرها معادية لها.. في العالم?