Khazen

.

بطرس بعينو )[1](

الملخص

الأسرة الخازنيّة واحدة من أكثر الأسر اللبنانية زعامة أهمّيّة وأعرقها، واستمرارًا على عدّة قرون من دون انقطاع. وإن تراجع دورها في بعض المراحل، إلاّ أنّ هذا الدّور لم ينقطع عن أحداث تاريخ جبل لبنان، ولبنان الكيان منذ إعلانه العام 1920 حتى يومنا هذا. يرجع الخوازنة خارج لبنان إلى عرب النّصارى في نواحي الحجاز، وهم من بني غسان. انتقلوا إلى حوران، وسكنوا في قرية أذرع. أمّا في لبنان فقد جاؤوا إلى قب الياس حوالي العام 1450، وانتشروا في جهات نحلة في بلاد بعلبك، ودير الأحمر، واليمونة. ثم انتقلوا إلى جاج حوالي العام 1475. وفي العام 1545 نزحوا من جاج إلى البوار في فتوح كسروان، ومنها إلى بلونة من أرض عجلتون. أدى الخوازنة دورًا سياسيًا مهمًا في عهد الامارتين المعنيّة والشّهابيّة فكانوا مدبرين للأمراء في تلك المرحلة. أمّا في مدّة القائمقاميتين فقد شهدت المرحلة صراعات دموية تراجع معها دورهم خصوصًا بعد ثورة الفلاحين العام 1858. أمّا في عهد المتصرفيّة فقد عادوا إلى السّلطة من خلال تسلّم الوظائف في الإدارة.

كلمات المفاتيح: المدبر، دهقان، المقاطعجي، المديرية، الناحية، الأموال الأميرية، الأجباب….

Abstract

Al-Khazen family is one of the most important and oldest Lebanese leadership families. Its leadership has continued for centuries without interruption. Although its role declined during some periods, it has not been interrupted by the events of the history of Mount Lebanon, and later Lebanon since its declaration in 1920 until the present day. The origins of the Khazens return to the Christian Arabs in the regions of the Hijaz; they are from Banu Ghassan. They moved to Houran, and lived in the village of Adre‘. They came to Qab Elias in Lebanon around the year 1450, and deployed in the regions of Nahla in Baalbek, Deir al-Ahmar, and Yammouneh. Then they moved to Jaj around 1475.

In the year 1545, they were displaced from Jaj to al-Bouwar in Foutouh Keserwan, and from there to Ballouneh in Ajaltoun. The Khazens played an important political role during the reign of Ma‘an and Chehab emirates; they were the administrators of the emirs. As for the period of the two Qaimaqamites, bloody conflicts occurred during which their role declined, especially after the Peasants’ Revolution in 1858. As for the era of the Mutasarrifiyya, they returned to power by taking over posts in the administration.

Keywords: al-Mudabbir, Dehqan, al-Muqati‘ji, department, region, domanial money, branches

المقدمة

لا يكتمل تاريخ لبنان إلاّ في كتابة تاريخ العائلات وأبرز شخصياتها انطلاقًا من المصادر والمراجع التي دوّنت تاريخ العائلات اللبنانيّة. والهدف من هذا البحث هو إلقاء الضوء على تاريخ الأسرة الخازنيّة وزعامتها. لقد برز الخوازنة على السّاحة السياسيّة منذ الأمير فخر الدين، فكانوا للأمراء خير سند وعضد في تولّي إمارتهم. نسجوا علاقات مع كل الطوائف ومع الدولة العثمانية، وتمتّعوا بنفوذ واسع في مناطق حكمهم من كسروان إلى جبّة بشرّي. وبحنكتهم، وحكمتهم، ودرايتهم، أتقنوا جمع الضرائب، وعملوا على أن لا تتفاقم نقمة الحكّام والشعب. استحصلوا على إعفاء لكسروان منطقة نفوذهم من المال الميري، وجعلوا من الزوق مركزًا لتجارتهم في الحرير.

أمّا في المجال الدّيني فكانوا من حماة البطاركة، ومن مساعدي القصّاد الرّسولييّن في لبنان، ومن المؤسّسين والمساهمين بشكل مباشر في بناء الأديار والكنائس، بالإضافة إلى شراء الأملاك لهذه المؤسّسات لتشكّل سندًا اقتصاديًا من أجل ديمومتها الروحيّة والماديّة.

سوف نركّز في هذا البحث على نشأة العائلة الخازنيّة، وحضورها السياسي في تاريخ لبنان، منذ عهد الإمارتين، مرورًا بالقائمقاميتين والمتصرفيّة. أمّا حضورها في المجلس النّيابي منذ مرحلتي الانتداب والاستقلال، فكان بشكل متواصل، ومن دون انقطاع، باستثناء العام 1960 إذ لم يتمثل خازني في المجلس النيابي. إن مرحلتي الانتداب والاستقلال بحاجة إلى دراسة خاصة تُعنى بالتّحالفات السياسيّة للنواب الخوازنة، والصرّاع بين الزعامتين العجلتونيّة والغوسطاويّة.

الأسرة الخازنية واحدة من أكثر الأسر اللبنانية أهمّيّة وأعرق زعامة، واستمرارًا على عدّة قرون من دون انقطاع. وإن تراجع دورها في بعض المراحل، إلاّ أن هذا الدور لم ينقطع عن أحداث تاريخ جبل لبنان، ولبنان الكيان منذ إعلانه العام 1920 حتى يومنا هذا.

ويمكن أن نطرح العديد من التساؤلات حول دورهم السياسي، وما كان يتمتّع به المدبّرون من سلطة، ونفوذ، وصلاحيات، وتأثير مع حكم الأمراء اللبنانيّين. وكيف سعى المشايخ الخوازنة إلى تأدية دور سياسي في ظل نظام القائمقاميتين والمتصرفيّة، وخصوصًا في الإدارة، وتولّي الوظائف بعد انتهاء حكم الأمراء؟ وما كان لهم من دور كمدبرين ومساعدين؟

أدّت العائلة الخازنية دورًا أساسيًا في تاريخ لبنان، وساهمت في انتشار الموارنة في كسروان، وأمّنت لهم حضورًا واسعًا من خلال بناء الكنائس والأديار، فأصبحت منطقة كسروان ملاذًا آمنًا للمسيحيين في حالات الاضطراب، والاضطهاد والنّزاع. وهذا ما انعكس على نزوح العديد من العائلات اللبنانيّة إلى كسروان.

أولاً: نشأة العائلة الخازنيّة وجذورها التّاريخيّة

إنّ أسرة آل الخازن من الأسر القديمة الجذور التي يمكن تقسيم تاريخ منشئها إلى مرحلتين: مرحلة خارج لبنان، ومرحلة داخل لبنان. لقد كتب العديد من المؤرّخين والكتبة عن جذور وتاريخ هذه الأسرة، منهم البطريرك اسطفان الدويهي (1629 ـ 1704) ([2]) الذي يُعدُّ من الأوائل الذين تناولوا العائلة الخازنيّة وقِدَمها. والشيخ شيبان بن نمر الخازن ([3]) في كتابه المخطوط، هو من المصادر المهمّة التي تناولت تاريخ الأسرة. أمّا الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني (1913 ـ 1960) ([4]والشّيخ نسيب وهيبه الخازن (1896 ـ 1976) ([5]) فقد نشروا ثلاث مخطوطات وهي:

مخطوطة كفردبيان ([6]) وجدت عند الشيخ صالح الخازن، ومخطوطة غوسطا ([7]) وجدت عند الشيخ يوسف أبي جبر الخازن، ومخطوطة بقعتوته [8] وجدت عن الشيخ أمين فرنسيس الخازن مدير ناحية غوسطا. وكل هذه المخطوطات تتكلّم عن نشأة الأسرة الخازنيّة خارج لبنان، وعن قدومهم إلى لبنان وانتشارهم. ومن الذين كتبوا عن العائلة الخازنية الشيخ أنطونيوس أبي خطّار العينطوريني (توفى 1820) ([9])، والشيخ ناصيف اليازجي (1800 ـ 1871) ([10])، والشيخ طنوس الشدياق (1805 ـ 1861) ([11])، والخوري منصور الحتوني (1823 ـ 1910) ([12])، والفيكنت فيليب دي طرّازي (1865 ـ 1956) ([13])، وعيسى اسكندر المعلوف (1869 ـ 1956) ([14])، والخوري فيليب الخازن (1885 ـ 1972) ([15]).

إن ما كتبه الشيخ شيبان الخازن في كتابه المخطوط، وما نشره كل من الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني، والشيخ نسيب وهيبه الخازن من مخطوطات وجدت عند المشايخ، وهي تتكلّم عن نشأة الأسرة الخازنية خارج لبنان، وعن قدومهم إلى لبنان وانتشارهم. تبيّن لنا من خلالها أن هناك تشابه كبير في نصوص المخطوطات بشكل عام، وإن وردت في بعضها معلومات لم ترد في بعضها الآخر. يبقى هذا الأمر محدودًا بشكل كبير. فعلى سبيل المثال هناك تشابه كبير بين البطريرك اسطفان الدويهي ومخطوط شيبان الخازن. ولم يأت الشّيخ ناصيف اليازجي بجديد عن الأسرة الخازنيّة عمّا كتبه العينطوريني. ومن الملاحظ أيضًا أن طنوس الشدياق قريب جدًا من المخطوطات بشكل عام، ومن شيبان الخازن، وخصوصًا في ما يتعلّق بالأنساب والأجباب، وهذا الأمر ينطبق على الخوري فيليب الخازن في هذا الموضوع بالذّات. أمّا الخوري منصور الحتوني فقد تابع تسلسل المعروفين والمشهورين في العائلة طبقًا للأحداث الزّمنيّة. إن جميع المؤرّخين والكتبة تأثروا ببعضهم ، وتناقلوا المعلومات، الخلف عن السّلف ضمن الإطار التّسلسلي للزمن التاريخيّ. وبعد إطلاعنا على تاريخ الأسرة بشكل واسع، توصّلنا إلى إحاطة واسعة لنشأة الخوازنة وانتشارهم خارج لبنان، وبعد قدومهم إليه.

يرجع الخوازنة خارج لبنان إلى عرب النصارى في نواحي الحجاز، وهم من بني غسان ([16]). انتقلوا إلى حوران، وسكنوا في قرية أذرع. إنّ جدّ العائلة يدعى نمر، ومنه تحدّرت العائلة الخازنيّة. تولّى نمر الخزينة في زمن حكومة بني غسان، ومن بعده ولده يوسف. وأصبح لقبهما الخازن، وسمّيت القرية التي سكنوها باسم الخازنية، وصارت قرية كبيرة منذ عهده. وحوالي العام 1448 حدثت اضطرابات في تلك النواحي، فانتقل الجدّ نمر الخازن من الخازنيّة التي هي في إمارة بني غسان إلى الحولانية في حوران مع أولاده الياس، ويوسف، وسركيس، وجرجس، وابن أخيه يوحنا المسمّى وهيبه، وأقاموا في تلك الناحية مدّة من الزمن.

أمّا في لبنان فقد جاؤوا إلى قب الياس حوالى العام 1450، وانتشروا في جهات نحلة في بلاد بعلبك، ودير الأحمر، واليمونة. ثم انتقلوا إلى جاج حوالى العام 1475. (أمّا وهيبه الخازن فقد انتقل إلى عكار). ومن جاج انتقلوا إلى حاقل، ثم عادوا إلى جاج. وفي العام 1545 نزحوا من جاج إلى البوار في فتوح كسروان، ومنها إلى بلونة من أرض عجلتون. وتشير بعض المخطوطات وليس كلها إلى مجيء الخوازنة من البوار إلى صربا ومزرعة البلانة، وانطلياس. وتجدر الإشارة أن معظم المؤرّخين والكتبة لم يأتوا على ذكر هذه المناطق إطلاقًا، وكذلك على ذكر المناطق التي حلّوا بها في البقاع قبل وصولهم إلى جاج.

أمّا اليوم فيتوزع الخوازنة بشكل أساس في منطقة كسروان الفتوح، ويترشّح مشايخهم على المجلس النّيابي عن هذه المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أنّ وجودهم في المنطقة السّاحليّة من قضاء المتن اليوم كان منذ الماضي البعيد وما زال حتى يومنا هذا، والدليل على ذلك أن المشايخ الخوازنة هم الذين شيّدوا كنيستي مار جرجس زوق الخراب ([17])، وسيدة حارة البلانة ([18])، والكنيستان قائمتان يخدم كل منها كاهن رعية معيّن من راعي أبرشية صربا المارونية. ومزرعة البلانة وزوق الخراب ([19]فهما من ضمن بلدية اسمها: ضبيه ـ زوق الخراب ـ حارة البلانة ـ عوكر. وبلدة النقّاش التابعة لبلدية انطلياس اليوم، ما زالت تابعة لأبرشية صربا المارونية. ويمكن القول أن الانتشار الخازني في البلدات المتنّية، يحتاج إلى دراسة خاصة تؤكّد وجودهم، وما كانوا عليه من أملاك واسعة في هذه المنطقة.

وهكذا كبرت العائلة الخازنية، وتوزّعت إلى أجباب، وانتشرت في كسروان ـ الفتوح بشكل خاص. ومن أجل إعطاء فكرة واضحة عن أجبابها، وتوزعهم الجغرافي، ندرج الجدول البياني الآتي:

الجدول رقم 1: الأجباب وتوزعهم الجغرافي

الجبّ

البيت

الأساس

المقر الحالي

جبّ أبو نوفل

بيت الحاج سليمان

بيت يوسف عيد

بيت أبي النصر علم

بيت كنعان عبّود

عجلتون

غوسطا

عجلتون

غوسطا

 

كفردبيان ـ عجلتون

غوسطا ـ البوار

كفردبيان

بقعاتة

 

جبّ بو قانصوه

بيت حصن

بيت صخر

بيت خطّار

بيت هيكل

بيت دهام

غوسطا

غوسطا

غوسطا

غوسطا

غوسطا

 

حراجل

غوسطا

غوسطا

غوسطا

حراجل

 

جبّ بوناصيف

بيت ناصيف

بيت خالد

بيت سرحال

بيت نوفل

بيت عبد الملك

بيت جنبلاط

بيت رباح

بيت أبي خطّار

 

عجلتون

عجلتون

عجلتون

عجلتون

عجلتون

عجلتون

عجلتون

عجلتون

 

كفردبيان

كفردبيان ـ ريفون ـ القليعات

كفردبيان ـ القليعات

عجلتون

عجلتون ـ بلونه

كفردبيان

عجلتون

كفردبيان ـ بقعتوتة ([20])

 

ثانيًا: العائلة الخازنية ودورها السياسي في عهد الإمارتين (1516 ـ 1841)

1: حكّام الامارة أمراء ومقاطعجيين ومدبرين

إنّ النّظام السياسي الذي كان قائمًا في عهد الامارتين، والذي من خلاله استطاع الخوازنة أن يؤدّوا دورًا سياسيًا بارزًا خصوصًا في عهد الإمارة المعنيّة، في حين تراجع هذا الدّور في عهد الإمارة الشّهابيّة، لذلك كان لا بدّ من إلقاء الضوء على طبيعة النّظام السياسي، وتركيبته الأساسية من أجل فهم أهمّية المشايخ، وتأثيرهم على الواقع السياسي في حقبة زمنيّة طويلة الأمد. لقد تشكّلت السلطة السياسيّة من طبقة من الزعماء، مارسوا واقعًا سياسيًا ثابتًا، قبضوا من خلاله على الحكم، وعرفوا في ذلك الوقت بالمقاطعجيّين. أمّا صلاحيات ودور الطبقة الحاكمة وعلى رأسها الأمير فهي على الشكل الآتي:

الأمير هو الحاكم الفعلي، ويليه منصب المقاطعجي مدبرًا كان أم مقدّمًا أم شيخًا. يُعيّن من السلطان عن طريق الوالي. يتولّى حكم إمارته، ويستقل في إدارتها، ويعمل على توزيعها إلى إقطاعات، ويُسلّم كل إقطاعة إلى مقاطعجي من أتباعه. عليه أن يبدأ بعبارة “الأخ العزيز” إلى الأمراء، والمقدّمين، والمشايخ. يجمع الضرائب المفروضة على إقطاعاته سنويًا، وهي ما تسمّى بالميري، فيرسل ما يستحق من هذه الأموال إلى الولاية أو السّلطنة، بالإضافة إلى الهدايا والرشاوى وثمن الإمارة، ويحتفظ بالباقي كنفقة له، وكواردات للخزينة. يسهر على الأمن. يحلّ الخلافات. يحكم على المذنب، يحارب أي حاكم أو وال منافس له، ويأمر بتعبئة الجند بعد أخذ استشارة الأمراء والحكّام والمشايخ([21]).

أمّا المقاطعجي فهو لقب يطلق على أعضاء أسر الأعيان المسؤولة عن العهدة أو المقاطعة. يتصرّف بإقطاعته أمرًا ونهيًا. يحكم عهدته مباشرة. يحمي جماعته، ويفرض عليهم الولاء. ينال زعامته بالوراثة. يساهم مع الأمير في الحرب. يسلّح فلاحيه، ينصف المظلوم، ويحكم على المذنب بالسّجن أو الضرب. يجمع الضرائب المفروضة على الأعناق والعقارات، فيرسل ما يستحق منها إلى الأمير، ويظل الباقي نفقة له. لا يُقتل ولا يُحبس ولا يُضرب ولا تُهان كرامته. لم تشمل سلطته القضائية الأحوال الشخصيّة كالزواج والإرث التي كانت من صلاحيات المحاكم المذهبية، ولا قضايا الملكية والشؤون المدنية، التي كانت من صلاحيات بلاط الأمير الحاكم. يُعفى من ضريبة الميرة على أملاكه الخاصة، ويتلقّى هبات من رعاياه في المناسبات. يفرض غرامة على المطاحن، والتجارة المحلية، والأشغال اليدوية، وموازين الحرير([22]).

تبقى المدبرية من أبرز المواقع الوظيفيّة في عهد الإمارة المعنية. فهي الإطار الوظيفي لما يشمله عمل المدبّر. اعتمد رجال الحكم في قصورهم ودواوينهم، مدبّرين أو كتبة أو مستشارين من أجل إدارة حكمهم واستمراريته. فكان المدبّر الموظّف الاداري الأعلى، والمراقب المالي، ومتلقّي الرسائل والمجاوب عليها، والمستشار السياسي للأمير، وأحيانًا القائد العسكري. يتولّى المراسيم، والاستشارة. له حقّ توريث المنصب. يُختار من خلال عامل الثقة. وعرف بعض المدبّرين تفاوتًا بالرّتب والدّرجات، فتقدّم دور البعض على صاحب الولاية في إدارة البلاد، وقيادة الحروب، ومواجهة المستجدات السياسيّة، والاجتماعيّة، والعسكريّة، حتى كاد بعض الأمراء حكامًا بالاسم، ومدبّروهم حكامًا بالفعل. أمّا المدبرون الناجحون، فهم الذين اشتهروا بحسن الحديث، والحنكة، والكتابة، والجرأة، والثروة التي كانت العصب الأساس للوصول إلى المراكز. وكان الكثيرون منهم يضعون ثرواتهم في خدمة الأمراء لإيصالهم إلى خلعة الولاية ([23]).

وهكذا برزت العلاقة بين مؤسستي الإمارة والمدبرية، وتجسّدت من خلال التّعاون الوثيق أو العداء المستحكم بين الأمراء والمدبّرين، وفقًا للظروف وتقلبات الأوضاع، التي ارتبطت بدورها بواقع العلاقة بين “حكومة الجبل” ([24]) وغيرها من حكّام الولايات المجاورة، إذ كان للمدبر شأن كبير في مجالات عدّة. كان من الضروري إلقاء الضوء على الطبقة السياسيّة في عهد الإمارة، من أجل معرفة أهمّيّة دور مشايخ آل الخازن في تلك المرحلة، وتأثيرهم في الحياة السياسيّة.

2 ـ آل الخازن في الإمارة المعنيّة 1516 ـ 1697 ([25])

أدّى الخوازنة في عهد الإمارة المعنية دورًا مهمًا في الجبل كلّفوا لإتمامه من قبل الأمراء. أمّا كيف بدأت العلاقة بين الأمراء والمشايخ؟. فقد أرسلت الست نسب زوجة الأمير قرقماس ولديها الأميرين فخر الدّين ويونس وخبأتهما عند الشيخ إبراهيم بن الشّدياق سركيس الخازن ([26]). وبعد عودة الأميرين إلى الشّوف، وردًا للمعروف إلى آل الخازن الذين حفظوا حياتهما في رعايتهم، كتب الأمير فخر الدين إلى “معلميه” أبي صقر ابراهيم وأخيه أبي صافي رباح الخازنيين، ليحضرا إليه في بعقلين وجعل إبراهيمًا مدبّرًا ورباحًا دهقانًا ([27]العام 1598 ([28]). توفى إبراهيم الخازن العام 1600 فعيّن الأمير فخر الدين مكانه مدبّرًا ولده البكر الشيخ أبا نادر الخازن ([29]). تولّى الشيخ صقر الخازن وظيفة المدبرية العام 1600، وكان أول من كتب له الأمير”الأخ العزيز” من دون غيره من أعيان البلاد، وبهذه الكتابة تثبّتت المشيخة المبكرة لآل الخازن، وحُسمت ولايتهم على كسروان، ([30]وقد بنى الشيخ أبو نادر دارًا “عظيمة” في عجلتون ([31]). ولما اشتدّ الخلاف بين الأمير ووالي الشام، تقاسم الأميران فخر الدين ويونس ركني المدبرية، فكان أبو نادر الخازن ([32]) مع الأمير يونس، وقد فوّض إليه في العام 1615 إدارة بلاد الشوف وبلاد بشاره، وجعله صوباشيًا ([33]محله في صيدا. أمّا الشيخ خاطر أبي رحال الخازن ([34]) فقد لازم الأمير فخر الدين. وعندما عقد الأمير فخر الدين مجلسًا من “القرايب والأباعد” في أمر سفره، كان الخوازنة من بلاد كسروان مشاركين في هذا المجلس. وبعد عودة الأمير من توسكانا العام 1618، أنعم على الشّيخ أبي نادر الخازن وعلى ذريته بمقاطعة كسروان التي كانت تمتدّ من نهر الجعماني جنوبًا، إلى جسر المعاملتين شمالًا ([35]). وأسند الأمير فخر الدين في أواخر العام 1618 الولاية على بلاد جبيل إلى مدبره الشيخ أبي نادر الخازن. وفي العام 1619 أعطاه الولاية على بشرّي مع عمه الشيخ أبي صافي رباح الخازن ([36]). وكان كل ذلك مكافأة للمدبر المذكور الذي تولّى القيادة العسكرية وحارب يوسف سيفا، وتمكّن الأمير من توسيع سلطة نفوذه. فكلما زادت سلطة الأمير اتساعًا، تعزّزت مسؤوليات مدبريه وارتفع شأنهم ([37]).

وعندما ألقي القبض على الأمير فخر الدين في مغارة جزين العام 1633، كان الشيخ أبو نادر وعمه الشّيخ أبو صافي بمعيته. وبسبب المضايقات التي عانى منها الخوازنة سافر الشّيخ أبو نادر، وابنه أبو نوفل نادر، وأخوه أبو خطار عبدالله إلى توسكانا ([38]). ولما استعاد الأمير ملحم بن الأمير يونس المعني ولايته على الشوف وكسروان في العام 1635، طالب بعودة المشايخ إلى البلاد لأن انطلاقة الإمارة بحاجة إلى المدبرية. وفي العام 1637 عاد الشيخ أبو نادر وأخيه الشّيخ أبي خطّار عبدالله من فلورنسا، وسلّمهم الأمير المعني مقاطعتهم في كسروان… ([39]). لقد سرّ كل من المدبّرين الشّيخين أبي صافي رباح وأبي نادر الخازن، باسترجاع الأمير ملحم الإمارة المعنيّة، سياسيًا وعسكريًا وشعبيًا، وقد استمر تدبيرهما حتى وفاة الأول الشيخ أبي صافي رباح الخازن العام 1645 في ساحل علما، ووفاة الثاني الشيخ أبو نادر الخازن بن إبراهيم بن سركيس الخازن العام 1647 بعد أن كان مدبرًا لحكومة بني معن وحاكمًا على كسروان وجبيل والبترون والجبّة، وقد خلفه ولده الشيخ أبو نوفل نادر ([40]).

وفي العام 1650 اختار الأمير ملحم الشيخ أبي نوفل نادر الخازن مدبّرًا له، وذلك لإدارة شؤون الحاكم المعني، وجباية الأموال الأميرية من بلاد عكار وجبّة بشرّي وبلاد البترون. دعم رجال الكنيسة المارونية المدبّر أبو نوفل. فالبطريرك يوحنا الصفراوي (1648 ـ 1656) ([41])، طلب من البابا اسكندر السابع (1655 ـ 1667) [42] عام 1656 أن ينعم على الشيخ أبي نوفل الخازن بلقب “فارس” (Cavalier)، لأجل غيرته ودفاعه عن حرية المسيحيين في كسروان. كذلك البطريرك جرجس السبعلي (1657 ـ 1670) ([43]) سعى بتمثيل الموارنة للملك الفرنسي في قنصليّة بيروت. وباتت رتبة القنصليّة إلى جانب وظيفة المدبرية مع الشيخ أبي نوفل الخازن. وهكذا عُيّن أبو نوفل قنصلاً لفرنسا في بيروت متمتّعًا بكامل شروطها العام 1662 ([44]). وقد ظل الشيخ أبو نوفل نادر الخازن “حاكم كسروان” في حكم الأمير أحمد المعني آخر أمراء آل معن ([45]). توفى الشّيخ أبي نوفل الخازن في 13 آب 1680 ([46]). خلفه في منصبه أولاده، الشيخ أبو قانصوه فياض في قنصليّة بيروت، وأولاده الثمانية في ولاية كسروان ([47]).

وفي العام 1680 بدأ الشيخ أبو قانصوه فياض ببناء دار له في غوسطا وإلى جانبها كنيسة على اسم مار الياس. توفى الشّيخ المذكور في 17 تشرين الأول العام 1691، وكان له ستة أولاد: حصن، وصخر، وخطار، وهيكل، ودهام، ودرغام الذي صار بطريركًا باسم يوسف. خلف أبو قانصوه فياض ابنه حصن في ولايته، وأنعم عليه ملك فرنسا لويس الرابع عشر ([48]بأن يكون قنصلًا لفرنسا في بيروت كأبيه وجدّه ([49]).

أمّا الشيخ حصن بن فياض الخازن فكان له الفضل في الدّفاع عن الأمير أحمد المعني من مؤامرة دبّرها محمود باشا الألباني لقتله. وقد حوّل اقطاعاته الشماليّة ملاذا للمضطّهدين من أبناء طائفته. وقد بادر إلى تجديد طلب القنصليّة إلى مملكة فرنسا في كانون الأول العام 1695. وقد أصدر السّلطان العثماني مصطفى الثاني (1695 ـ 1703)، فرمانًا العام 1698، أيّد فيه اعتماد ملك فرنسا على تعيين حصن الخازن قنصلاً في بيروت، واصفًا القنصل “بالشّهير بين أعيان النّصارى”. وجاء في الفرمان: “ليكن قنصل فرنسا متقدّمًا على جميع القناصل في ديوان أمراء المسلمين…”. وهكذا تمكّن القنصل حصن الخازن من بسط سلطة الحاكم في اقطاعاته الكاملة ([50]).

لقد جمع الشيخ حصن بن فياض الخازن بين صفتي المدبرية والقنصليّة. وتسنّى له الوقوف على نهاية الإمارة المعنية، ومراقبة التطوّرات عند وفاة الأمير أحمد بن ملحم المعني بلا عقب في 15 أيلول 1697. وهكذا استطاع أن يؤدي دورًا أساسيًا وفعالاً في مسار الحكم المعني، وأن يهيّىء لنفسه، ولمن يعقبه في مهمّاته، استمرارًا وتواصلاً في الاطّلاع على شؤون الإمارة ([51]). حافظ على نفوذ القنصليّة حتى وفاته في 26 تشرين الثاني العام 1707، وترك تدبير الإمارة إلى ابن عمه الشيخ ناصيف ابن نوفل الذي كان مدبرًا للأمير بشير الأول. بعد وفاة الشيخ حصن خلفه ولده الشيخ نوفل حصن في 4 تموز 1708 ([52]). وهكذا عرف الخوازنة النزاع على قنصليّة بيروت لما لها من أرباح مادية ومعنويّة، وابتعدوا من دورهم السياسي كمدبرين في الإمارة الشّهابيّة ([53]).

وفي هذه المرحلة هناك عدم وضوح عن شخصيّة أبو ناصيف الخازن إذا كان كاتبًا أو “نائبًا” للأمير بشير الأول. وهناك شخصيتان عُرفتا بهذا الاسم في تلك المرحلة. الشيخ أبو ناصيف نوفل عمّ الشيخ حصن المذكور سابقًا، وقد عاش إلى العام 1720، والثانية الشيخ ناصيف بن نوفل المذكور، وكان له ولد اسمه ناصيف الذي سافر إلى الخارج. فقنصل فرنسا في صيدا المسيو Estelle، كتب إلى حكومته بين العامين 1702 ـ 1706 عن المدبر أبي ناصيف واحتضانه أسرة الأمير بشير حتى بعد وفاته العام 1706. وتابع أبو ناصيف مع الأمير حيدر الشّهابي الذي خلف الأمير بشير العام 1707. لكن خلاف وقع بينهما لظن الأمير أنّ الشّيخ أبي ناصيف يعلم مخبأ أموال الأمير بشير. لذلك احتجزه الأمير حيدر مدّة ستة أشهر، ثمّ أطلق سراحه لقاء مبلغ من المال، فاتفق أبو ناصيف مع زوجة الأمير بشير على السّفر بعائلتيهما إلى البلدان المسيحية ([54]).

لقد تدخل القنصل حصن الخازن لصالح الأمير حيدر، وكان ذلك من باب المنافسة القائمة بينه وبين إخوته وأبناء عمه ومن بينهم أبو ناصيف، وقد استعمل النّفوذ الذي خوّله إياه منصبه وعلاقاته مع القناصل والأعيان، من دون أن تكون له صفة المدبّر، التي اقتصرت على بعض المواقف المحدودة، وأخذ ثقلها الفاعل ينحسر عن الأسرة الخازنية، إلى غيرها من الأسر المارونية ([55]).

3 ـ آل الخازن في الإمارة الشّهابيّة (1697 ـ 1841) ([56])

  • بدأ المشايخ الخوازنة يخسرون نفوذهم ووجاهتهم تدريجيًا في العهد الشّهابي. فالأمير حيدر بعد موقعة عين داره العام 1711 “… نصب وكيلًا من تحت يده على مقاطعات الجبل لأجل الميري المرتبة إلى الدولة العليّة… فأقام بيت الخازن على جبل كسروان … وقد كان الحكم والأمر والنهي بيد الأمرا بيت شهاب وحكام المقاطعة تحت امرهم” ([57]). غير أنّ حضورهم كان في كثير من المحطاّت والأحداث التي وقعت في تلك الحقبة، وقد كانوا بداية مدبّرين مع بعض الأمراء الشّهابيين، ولكن ليس لوحدهم، إذ برزت أسر عديدة شاركت الأمراء في المدبريّة وتعاونت معهم. أمّا حضورهم مع بعض الأمراء الشّهابيين فكان على الشكل الآتي:

ـ الأمير ملحم الشهابي في العام 1750 استعان بالشيخ ميلان الخازن، ورجال كسروان من أجل القضاء على الشغب الذي حصل في إقليم جزين ([58]). وكان الشيخ المذكور من المدبّرين العسكريين عند الأمير ملحم ([59]).

ـ الأمير منصور الشهابي عندما تولّى على مقاطعة صيدا في العام 1755، تقرّب إليه الشيخ أسد بن الحاج سليمان الخازن إذ كان الأمير يحب المشايخ ([60])، والشيخ المذكور كان صديقًا للأمير منصور. وفي العام 1761 استعان الأمير منصور بموسى الدحداح (أول مدبر دحداحي). وكان من جملة المدبّرين الذين وزّع عليهم إادارة حكمه، وقد كثر حوله المعاونون من مختلف الأسر الاقطاعيّة، وكان الشيخ ميلان الخازن من المدبّرين العسكريين للأمير منصور ([61]).

ـ الأمير يوسف الشّهابي ([62]) في العام 1771 ولّى الشيخ رامح بن حيدر بن قيس الخازن على لحفد، وترتج، وجاج، وجعلها مقاطعة خصوصيّة له ولذريته. ولما حاول الأمير سيد أحمد، وأخوه الأمير أفندي الحاكمان، جمع المال الميري من كسروان إقطاع أخيهما الأمير يوسف، بواسطة مرسلين من قبلهما، تمكّن الأمير يوسف من طردهم، وأبقى ولاية كسروان مع الخوازنة، وغزير مع الحبيشيين.

ـ الجزار لما عزل الأمير يوسف عن الولاية في العام 1785، ووضع مكانه الأمير سيد أحمد، والأمير اسماعيل، لجأ الأمير المذكور إلى كسروان مستنجدًا بحلفائه الخوازنة، والحبيشيّين، والدحادحة.

ـ الأمير بشير الثاني ([63]) عمل مع أخيه الأمير حسن في العام 1795 على طرد أولاد الأمير يوسف إلى بلاد جبيل. وعندما قدم إلى كسروان نزل في وطا الجوز، فجاءه البعض من المشايخ الخوازنة، وأبدوا له الطاعة، ورغبتهم في سيادة الهدوء والسلم في المنطقة. فانسرّ منهم الأمير بشير، وطيّب خاطرهم، ولم يسمح بأي مشاغبات في المنطقة ([64]).

لم تكن علاقة الأمير بشير الثاني على ما يرام مع مشايخ آل الخازن. فنعدما زار الأمير بلاد كسروان في العام 1800، ونزل في غزير، قدم إليه العديد من المؤيّدين في المقاطعات لا سيّما الخوازنة والحبيشيّين والدحادحة. وعمل على تولية أولاد الأمير يوسف على بلاد جبيل، والأمير حسن على كسروان. والمعروف أن الأمير حسن كان يبغض المشايخ الخوازنة، ويعمل على إضعاف شأنهم وأحوالهم، وإبطال العادات المألوفة بين الكسروانيّين ومشايخهم. ومنذ ذلك الوقت بدأت المناكفات بينه وبين المشايخ. والدليل أنه في العام 1804 أحدث الأمير حسن شهاب والي كسروان حوانيت في أسلكة جونيه، ووضع فيها تجارًا لبيع البضائع، وجعل فيها ميزانًا لوزن الحرير، وقصده بذلك إضعاف متجر زوق مكايل الذي كان يتولاّه الشيخ بشاره جفال الخازن. لهذا كتب الشيخ المذكور إلى الشيخ بشير جنبلاط يخبره بتعدّيات الأمير حسن. فحرّض الشيخ بشير جنبلاط الشّيخ الخازني على الأمير حسن، وطلب منه رفع الميزان الذي وضعه الأخير. وهكذا أزال الشيخ الميزان من جونيه. فكانت ردّة الفعل أن غضب الأمير حسن من المشايخ الخوازنة. ومن أعمال الأمير حسن أيضًا، والتي أزعجت المشايخ، أنّه اتفق مع الأمير بشير في العام 1806 على تعيين مقوّمين لمسح عقارات جديدة للمشايخ الخوازنة في كسروان، وتغريمهم أموال إضافية. لهذا الغرض جاء الأمير بشير إلى زوق مكايل، وأغرم الخوازنة بخمسين ألف غرش، ورفع ولايتهم عن كسروان ([65]).

وبعد وفاة الأمير حسن شهاب في العام 1808 ([66])، ولّى الأمير بشير ابن أخيه الأمير عبدالله على غزير، وجعل الأخير أبي أنطون يوسف باخوص مدبرًا له كما كان الحال في زمن والده. كذلك ولّى على كسروان كله الشيخ بشاره جفال الخازن نزولاً عند رغبة الشيخ بشير جنبلاط، بعدما لجأ اليه الخوازنة، فأصلح أمرهم مع الأمير بشير ([67]).

كان عمل الأمير بشير ورغبتة في الحدّ من سلطة الإقطاع، وتعزير دور السّلطة المركزية في بعض الجهات النائية من البلاد. لذلك شعر الخوازنة بالغبن اللاحق بهم. ولاحظوا الفرق الحاصل بين إمارة وأخرى. ففي الإمارة المعنيّة مارسوا السلطة من دون شراكة أو مراقبة. أمّا في الإمارة الشّهابيّة فقد خضعوا لسلطة الأمير بشير إمّا مباشرة، أو بواسطة شقيقه الأمير حسن، أو بواسطة ابنه الأمير عبدالله وأبنائه قاسم وأمين وخليل. ويمكن القول إنّ الخضوع لم يقتصر على الشّؤون السياسيّة والإداريّة ضمن مقاطعتهم، إنّما شمل الشؤون الخاصة بهم، من قضايا عائليّة واجتماعيّة وغيرها. فالأمير عبدالله تصرّف في كسروان بشكل فردي، متخطيًا استشارة الأمير بشير الثاني، ومتجاهلاً الأسرة الكسروانيّة، ومتعديًا على أملاك العامّة. وبين تعدّي الأمير عبدالله، وتدخّل الأمير بشير في شؤون العائلة الخازنية، تعمّقت الخلافات، وسارت الأمور باتجاه الرفض والتمرّد بين الجهتين، وتجسّد ذلك في العاميّات ([68]).

ففي في العام 1820 طلب الأمير بشير من النصارى الأموال الأميرية، فهاج أبناء المتن وكسروان، واجتمعوا في انطلياس، وأقاموا لكل قرية وكيلًا، وانضم إليهم الشيخ فضل البدوي الخازن، وجعل رئيسًا عليهم، وأقسموا أنهم لا يدفعون للأمير إلا مالاً واحدًا، وجزية واحدة بحسب عاداتهم. غير أنّ فضل الخازن قد ذهب سرًا للقاء الأمير وقد نال من الأخير كلّ التّكريم. وبسبب نقمة الأهالي غادر الأمير بشير البلاد، واتجه نحو دمشق مع أولاده ومدبره الشيخ منصور الدّحداح ([69]).

وبعد عودة الأمير طمأن المشايخ الخوازنة بواسطة الشيخ بشاره جفال الخازن أن يبقوا على الحياد. غير أنه عَزل الشيخ المذكور عن ولاية كسروان في العام 1823 باستثناء زوق مكايل وعين طورا، وولّى مكانه الشيخ فضل البدوي الخازن، وأبقى الشيخ منصور الدحداح مدبرًا لأعماله كلها ([70]). وفي العام 1825 عزل الشّيخ فضل الخازن عن ولاية كسروان، وولّى ابن أخيه الأمير عبدالله. وجعل معه ثلاثة من الخوازنة يتعاطون الأحكام تحت أمرته الاّ زوق مكايل وعينطورا أبقاهما لولاية الشيخ بشاره جفال الخازن ([71]).

يبدو في هذه المرحلة أنّ المشايخ الخوازنة بدأوا يتغاضون عن تنفيذ أوامر الأمير بشير الثاني. وازدادت شقّة الخلاف بينهم وبين الأمير خصوصًا في العهد المصري (1832 ـ 1840)، وفيه سعوا للتخلص من حكمه، وأدّوا دورًا بارزًا في التّحريض باتجاه الثّورة. وقد انضم إلى الثورة العديد من المشايخ أمثال: فرنسيس أبو نادر الخازن، وعفيف حكم الخازن، ونقولا الخازن، وشمسين حنا الخازن، وصالح هيكل الخازن، وبشاره فرنسيس الخازن وابنه حصن. وانتخب الثوّار الشيخ فرنسيس زعيمًا لهم ([72]). وقد اتبع الأمير بشير الثالث سياسة سلفه في مجابهة آل الخازن ([73]).

 

ثالثًا: آل الخازن في نظام القائمقاميتين (1843 ـ 1861) ([74])

ظل الخوازنة في مرحلة القائمقاميتين يحاولون استعادة مكانتهم في غياب الأمير الحاكم. ولم تكن علاقتهم بالقائمقام المسيحي على أحسن حال. ففي العام 1844 صدر أمر من الأمير حيدر اسمعيل اللمعي ([75])قائمقام النصارى بفصل الشيخ فرنسيس أبي نادر الخازن عن ولاية كسروان، وولّى ثلاثة من الخوازنة كما كانت سابقًا. فاعترض الشيخ فرنسيس مع بعض الخوازنة الذين اجتمعوا في مزرعة كفردبيان، ومن ثمّ انتقلوا إلى رعشين ([76]).

وقد حاول الخوازنة تقويض أية قوّة تحاول البروز على السّاحة الكسروانيّة، في الوقت الذي أخذت المنافسة بينهم وبين مشايخ آل حبيش والدحداح تظهر بشكل واضح، بالإضافة إلى بروز دور رجال الدين. ومنذ تعيين الأمير حيدر أبي اللمع قائمقامًا على النّصارى وقفوا ضدّه، وطمعوا بمنصبه، ورفضوا الاعتراف بسلطته ([77]). ولما أقرت ترتيبات شكيب أفندي بعد حوادث 1845 زادت من تخوّف المشايخ، لأنّ النظام الجديد أرسى تطوّرًا جديدًا في قواعد الإدارة. فأصبح القائمقام وأعضاء مجلسه، وقد حلّوا في كل قائمقامية، من جهة السّلطة، محلّ الأمير الحاكم، ومشايخ الإقطاع. هذا التخوّف دفعهم إلى عرقلة التدابير الجديدة، ولجأوا إلى تنفيذ طرقهم القديمة في تصرّفهم مع الفلاّحين، ما عمّق الهوّة بين الطرفين. ولم يستطع البطريرك يوسف راجي الخازن (1845 ـ 1854) ([78]) من وضع حدّ للانشقاق بين الفلاّحين والمشايخ. فشهدت المرحلة انقسامًا بين الفئات الدينيّة والمدنيّة من جهة، والأسرة الحاكمة من جهة ثانية، كان من الطبيعي أن يدفع ذلك نحو الاقتتال، على الرّغم من أنّ الأمير حيدر حاول إرضاء المشايخ الخوازنة في إدارة شؤون مناطقهم بإيعاز من القنصل الفرنسي، وأخمد نار النقمة وحرص على وحدة الصف المسيحي ([79]). ولما توفى الأمير حيدر اللمع في العام 1854 عُيِّن ابن أخيه الأمير بشير ([80]) وكيلاً مؤقتًا. وبعد أربعة أشهر عُيّن الأمير بشير أحمد اللمعي (1854 ـ 1858) ([81]مكانه قائمقامًا على النصارى وذلك في آب العام 1854 ([82]). هذا الأمير الذي اتّبع سياسة القسوة والتنكيل بآل الخازن ([83]).

لم يطل الأمر حتى قام العصيان ضدّ الأمير، فاجتمع المشايخ الخوازنة في زوق الخراب في 15 آذار 1857 ليعملوا على زيادة المعترضين. ودخلت فرنسا على خط التهدئة، ونصحت الخوازنة بعدم الانقسام، والتخفيف من التهجّم على الأمير ([84]). كل ذلك لم ينفع فقد زاد رفض الخوازنة لزعامة اللمعيّين، وللأمير بشير أحمد “إذ بدا لهم أن آل أبي اللمع يصبحون شيئًا فشيئًا الأسرة الحاكمة، ويتقدّمون على الأسر الإقطاعية الأخرى” ([85]).

بلغ الصراع بين الأمير والخوازنة أشدّه في 16 تموز العام 1858 إذ أرسل حصن بشارة الخازن خادمه ابن البارد من الجديدة إلى بلاد جبيل لتهييج الأهالي هناك ضدّ الأمير. وفي 28 أيلول صدر أمر سامي بتوقّف الأمير بشير أحمد القائمقام عن الأعمال، وتوكيل الأمير حسن اللمعي مكانه ([86]).

ومن الصراع بين الأمراء والمشايخ، إلى النزاع بين المشايخ والفلاّحين. وهو صراع طبقي بين مقاطعجيين وفلاّحين. فقد بدأت طلائع ثورة الفلاّحين ضدّ المشايخ مع الياس المنيّر من زوق مكايل، الذي عدَّ أن أهل كسروان مستعبدون لعائلة كبيرة العدد، ومن غير الجائز تسلط عموم المشايخ، بل أن يكون لواحد منهم فقط الأحكام. وقد جمع حوله بعضًا من أهالي ريفون وعشقوت والقليعات ومزرعة كفردبيان. وبدأوا ينظّمون الثورة، وعيّنوا لكل قرية وكيلاً سمّوه شيخ شباب، وصالح بن جرجس منصور صفير من عجلتون وكيلاً عامًا. غير أن صالح المذكور استقال من الوكالة، معتبرًا أن هذه الثورة ستؤول إلى الخراب، فوكّل أهل القرى طانيوس شاهين الرّيفوني )[87]( بدلاً عنه. وبين اجتماعات المشايخ لتدارك الخطر، وهيجان سكّان القرى، قدّم المشايخ معروضًا لخورشيد باشا من أجل حمايتهم، واجتمع البطريرك بولس مسعد ([88]) بالأساقفة، وأوفد أساقفة من أجل تسوية تحول دون القتال بين الطرفين. كل الوساطات لم تنجح، وطُرد المشايخ من كسروان، وتشتّت شملهم، وضبط طانيوس شاهين ورجال الثورة أرزاقهم، إذ كانوا يستغلونها ولم يصل للمشايخ منها الاّ القليل بواسطة ثلاثة وكلاء لهم في بيروت يسعون لتبيان حقوقهم أمام الحكومة. الشيخ وديع يناضل عن حقّ بيت أبي ناصيف. والشيخ قعدان فضل يطالب بحقّ بيت أبي نوفل. والشّيخ عبدالله خطار يدافع عن حقّ بيت أبي قانصوه. والثلاثة دفعوا أموالاً طائلة، ولم يستفيدوا من رجال الحكومة إلا المماطلة والوعود الفارغة، والمشقّات، والإهانات، وحاجتهم إلى الأموال لمعاشهم ([89]).

رابعًا: آل الخازن في نظام المتصرفيّة (1861 ـ 1918)

1: التنظيم السياسي والاداري في لبنان (1861 ـ 1926)

لقد توالت الأحداث على جبل لبنان بدءًا من العام 1840 حتى العام 1861. وأخذت تتفاعل بين أبناء الجبل بأشكال مختلفة. منها الثورة على الضرائب في ظل الحكم المصري المدعوم من الأمير بشير، وثورة الفلاحين الموارنة على مشايخهم الخوازنة في منطقة كسروان. ومنها الفتنة بين أبناء المناطق الجبلية في العامين 1845 و1860. وأمام هذا الواقع من الثورات ضدّ الضرائب والظلم الحاصل على عامّة الشعب، والنزاعات والفتن الطائفية، تدخّلت بعض الدول الأوروبية الكبرى (روسيا، فرنسا، بريطانيا، النمسا، بروسيا، ولاحقًا إيطاليا) ، بالاتفاق مع السلطنة العثمانيّة، وأقرّت نظامًا جديدًا عرف بنظام المتصرفيّة.

لقد عرف نظام المتصرفية هيكلية إدارة جديدة حُدّدت مهامها ببنود واضحة. لقد أقرّ النظام في 9 حزيران العام 1861 ([90])، وجعل لبنان متصرفيّة يتولّى إدارتها حاكم مسيحي أجنبي، تعيّنه الدولة العثمانية. تُعهد إليه جميع الصلاحيّات الإجرائيّة. يحفظ الأمن والنظام، ويعمل على تحصيل التكاليف. يعيّن تحت عهدته مأموري الإدارة المحليّة، ويقلّد الحكّام القضاء، ويدعو المجلس الكبير إلى الانعقاد، ويتولّى رئاسته. ينفّذ الاحكام القانونية الصادرة عن المحاكم. وهكذا يكون قد أُسنِد القضاء إلى محاكم بدائية واستئنافية، ووضعت القوانين، وكلف القضاء بتطبيقها، وألغي النظام الاقطاعي، وكل الامتيازات العائدة لأعيان البلاد، وأصبح الجميع متساوون أمام القانون ([91]).

يعاون المتصرّف مجلس إداري من إثني عشر عضوًا يمثّلون مختلف الطوائف اللبنانية: أربعة عن الموارنة، وثلاثة عن الدروز، واثنين عن الروم الأرثوذكس، وواحد عن الروم الكاثوليك، وواحد عن السنة، وواحد عن الشيعة. ومهمّة المجلس في توزيع التكاليف، والبحث في ادارة واردات ومصاريف الجبل، وتقديم المشورة للمتصرّف. وجعلت جباية الضرائب لصالح الآستانة. بالإضافة إلى مجلس قضائي. والمجلسان يكونان في مركز الحكومة الرئيس، وهما المرجع الأعلى والأخير لكل المسائل المتعلقة بهما. وقسّم جبل لبنان إلى سبع مناطق إدارية، أو أقضية على رأس كل منها قائمقام يعيّنه المتصرّف من الطائفة التي تشكّل أغلبية سكّانها، أو بأهمية أملاكها. وقسّمت الأقضية إلى “نواحي” أو “مديريات” ([92])، كانت مماثلة للاقاليم السابقة في عهد الإمارة. يتولّى إدارة كل منها موظّف، يسمّى مدير الناحية، يعيّنه الحاكم بناء على اقتراح القائمقام. كذلك على كل ناحية أن تنتخب مختارًا أو شيخًا لإدارة الشؤون المحليّة. ويكون في كل قضاء مجلسان الأول إداري والآخر قضائي. إذن الحكّام ينصّبهم المتصرّفون، وأمّا أعضاء مجلس الإدارة فإنّهم ينتخبون بمعرفة مشايخ القرى، كما أن انتخاب الشيخ يكون بمعرفة أهل القرية. أمّا الوظائف، الكبرى منها والصغرى، فكانت موزّعة بين الطوائف: فوكيل مجلس الإدارة مثلاً ماروني، والمحاسبجي سني تركي ([93])، ورئيس دائرة الجزاء درزي، ورئيس دائرة الحقوق ماروني، والأميرالاي ماروني، وأحد البكباشيين درزي، والآخر ماروني، وترجمان المتصرفيّة أو رئيس القلم التركي روم أورثوذكس، ورئيس قلم الأوراق كاثوليكي… وجُعلت الوظائف ([94])الكبرى وقفًا على العائلات الكبيرة في البلاد، إلاً ما ندر وذلك أثّر في الإقطاعيّة، بعد أن ضعفت جدًا بحكم النظام الأساسي([95]).

لقد عرف لبنان في هذه الحقبة نظامًا إداريًا، وبيّن أهمية المساواة بين المواطنين، وألغى أي نوع من الضرائب، لا يفرضها القانون، واعتمد مبدأ الشورى في إدارة شؤون البلاد ([96]).

أمّا الإدارة في عهد الانتداب الفرنسي فلم تكن جديدة بالمطلق وإن اختلفت بعض الشيء في الشكل والمضمون. فمن نظام أقرّته بعض الدول الأوروبية، إلى نظام الانتداب التي رعته الدولة الفرنسية بشكل مباشر. فبعد نهاية الحرب الأولى، وانتصار الحلفاء على السلطنة العثمانية، انعقد مؤتمر سان ريمو في 28 نيسان العام 1920، وأقرّ الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا. وصل الجنرال غورو ([97])على بيروت في 21 تشرين الثاني عام 1919، قائدًا أعلى للجيش، ومفوضًا ساميًا على لبنان وسوريا. وفي 31 آب عام 1920 أصدر الجنرال المذكور مرسومًا قضى بضم بيروت، والبقاع، ومدن طرابلس وصيدا، وصور، وملحقاتها إلى متصرفية لبنان، وجعلها جميعًا دولة واحدة، وفي اليوم التالي أعلن غورو قيام “دولة لبنان الكبير” كدولة مستقلة تحت الإنتداب الفرنسي ([98]).

تسلّم السلطة التنفيذية موظف فرنسي أطلق عليه اسم “حاكم لبنان الكبير” ([99])يمارسها بالوكالة عن المفوض السامي. وكان يرأس السنجق أو المتصرفيّة موظّف لبناني هو المتصرّف، يعيّنه المفوض السامي بناء على اقتراح حاكم لبنان الكبير. وكان يتولّى القضاء قائمقام يعيّنه حاكم لبنان الكبير بناء على اقتراح المتصرّف. في حين أن المديرية كان يرئسها مدير يعيّنه المتصرّف بناء على اقتراح القائمقام. وبذلك نرى أن الحكّام المذكورين جميعهم كانوا يعيّنون بالفعل من قبل الحاكم الأجنبي ([100]).

لكن النظام الإداري في ظل نظام 1925 طرأ عليه بعض التعديلات. فقد ألغى المفوّض السامي القوانين السابقة في 9 نيسان العام 1925، وأنشأ إحدى عشرة محافظة يتولّى كل منها محافظ، وقسّم المحافظات إلى أربع وثلاثين ناحية على رأس كل منها مدير، وأنشأ المجالس الإدارية ([101]).

وبعد إعلان الدستور في 32 أيار العام 1926 قُسّمت الأراضي اللبنانية إلى خمس محافظات: بيروت، لبنان الجنوبي، جبل لبنان، لبنان الشمالي، البقاع ([102]). وجُعل على كل محافظة موظف أطلق عليه اسم محافظ. ثمّ قسّمت المحافظات إلى ثمانية عشر قضاء، وجُعل على رأس كل قضاء موظّف أطلق عليه اسم قائمقام، وألغيت وظيفة مدير الناحية، وأنشأ مجالس إدارية في المحافظات. عاش هذا النظام حوالي ربع قرن أي حتى 29 كانون الأول من العام 1954. وبعد هذا التاريخ صدر مرسوم اشتراعي رقمه 11 أبقى على تقسيم المحافظات أي خمسًا، وعُدّل التقسيم لجهة الأقضية فأصبحت عشرين قضاءً، وذلك بإنشاء كل من قائمقاميتي بنت جبيل وبشري ([103]).

بعد هذا العرض عن تطوّر نظام الإدارة في لبنان منذ المتصرفيّة إلى الانتداب ووضع الدستور، لا بدّ من التوقّف عند صلاحيات المتصرّف ([104])، والمحافظ ([105])، والقائمقام ([106]).

2 ـ آل الخازن والوظيفة في عهد المتصرفية

يُعدُّ نظام المتصرفية هذا مفصل تحوّل مهمّ في تاريخ الإدارة في لبنان، إذ نتج عنه أول شكل من أشكال الحكومات هي الحكومة الأولى في لبنان (حكومة جبل لبنان)، أول هيكلية منظّمة للإدارة في الشؤون جميعها ، وعلى المستويات الإدارية والقضائية والعسكرية والمالية كافّة. لقد أرست المتصرفيّة الإدارة اللبنانية على أسس جديدة، ودرّبت طبقة من الموظّفين، استطاعت في ما بعد أن تتسلّم الحكم في البلاد. وهكذا تأصّلت تقاليد الإدارة اللبنانيّة، وقويت جذورها في المتن، والشّوف وجزين. وكذلك في كسروان، إذ أصبحت الأسر الإقطاعيّة، كآل الخازن، ذات صلة وثيقة بتلك التقاليد. وحافظت المتصرفيّة على الاستمرار السياسي في لبنان باجتذاب أبناء الأسر الإقطاعيّة من المسيحيّين والدّروز، وجعلهم من أرباب الإدارة. وبذلك لم تنقطع الصلة بين عهد المتصرفيّة وما سبقه من عهود، بل ظلّت طبقة الإداريين اللبنانيين صلة وصل بين ماضي لبنان وحاضره.

يرتبط التنظيم السياسي في متصرفيّة جبل لبنان بالبنيّة الهرميّة لملكية الأرض المتوارثة منذ العهد المقاطعجي السابق لعام 1861. فعلى الرّغم من إلغاء إمتيازات المقاطعجيّين السّابقين شكليًا في جبل لبنان بموجب المادة السادسة من بروتوكول 1861، (التي ألغت الامتيازات المقاطعجيّة، وأوجبت المساواة للجميع) والخامسة من نص البروتوكول المعدل العام 1864، حافظ المقاطعجيّون على امتيازاتهم الطبقيّة من خلال تصدرهم الوظائف العليا في إدارة المتصرفيّة، حتى “أضحت المقاطعجيّة في الوظيفة بدلاً من السيطرة المطلقة للمقاطعجي قديمًا” ([107]).

وخلال مدّة المتصرفيّة، حاول المتصرّفون الإعتماد على العائلات المقاطعجيّة لتدعيم حكمهم. فعين داود باشا ثلاثة قائمقامين من آل شهاب، واثنين من آل ابي اللمع، وواحد من آل ارسلان، بالإضافة إلى الشيخ يوسف كرم. وأوكل مناصب المديرين إلى عناصر من عائلات مقاطعجيي الجبل السّابقين: كآل الخازن، وشهاب، وحبيش، والدحداح، وأبي اللمع، وعازار، ومزهر، وجنبلاط، وعيد، وعبد الملك، وأرسلان، وأبي نكد، وتلحوق، ما عدا مديرين أو ثلاثة من عناصر برجوازية صاعدة ([108]).

وفي الوظائف حاول المقاطعجيّون الخوازنة تدعيم وضعهم السياسي والاقتصادي خصوصًا بعد ثورة الفلاحين العام 1858. فاستعادوا من خلال الوظيفة نفوذهم السياسي، حتى أصبحت في نظرهم كل شيء، “فهي مطمع الأنظار ومصدر النّفوذ والوجاهة، يتناحر في سبيل الوصول اليها أبناء البيت الواحد والأصدقاء ويتهالكون للفوز بها، فكانت سببًا للخصومات، ومدعاة لإنفاق المال…” ([109]).

كان أكثر من ثلثي القائمقامين الحاكمين في الأقضية ومديرية دير القمر التي عوملت كقائمقاميّة، من العائلات المقاطعجيّة ([110]التي تمثلت بـ 16 أميرًا من آل شهاب، و10 أمراء من آل أبي اللمع، و5 مشايخ من آل الخازن، و5 أمراء من آل ارسلان، وشيخ واحد من آل جنبلاط، وشيخ واحد من آل حمدان، وشيخين من آل حبيش، وشيخ واحد من آل الدّحداح، وشيخ واحد من آل عوّاد، وشيخين من آل كرم، وشيخ من آل لحود (عمشيت)، وشيخ من آل البيطار، وشيخ من آل الضاهر، وشيخ من آل بشير (الكورة)، وشيخين من آل الخوري فرع رشميا، الذي رقّاهم الأمير بشير الشّهابي إلى مرتبة المقاطعجية ([111]).

إن التمثيل المقاطعجي في إدارة النواحي والمديريات، قلّ لصالح تلك العائلات البورجوازيّة الصاعدة. ففي الفترة الممتدّة من عام 1864 إلى العام 1914 كان هناك تقريبًا 26 مديرًا من عائلات الأعيان المقاطعجيّة و77 مديرًا من العائلات الريفيّة الصاعدة، من أصحاب الأملاك ومعامل الحرير وسماسرته وتجاره ومصدّريه وأصحاب الرساميل النقديّة. ساعدت الوظيفة العائلات المقاطعجيّة بالمحافظة على مراكزها الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة؛ فأكثرية عناصرها رأست السلطة الإداريّة والسياسيّة في مناطق نفوذها المقاطعجي السّابق. ونتج عن هذا الوضع أنّ الإقطاعي لم يكن سيّد الأرض والريف المطلق فحسب بل سيّد الدولة أيضًا. فكبار رجال الدولة وقادة الجيش وضبّاطه وكبار موظفي الدولة الآخرين هم في الغالب، من أبناء الإقطاعي وحاشيته والمقربين منه ([112]).

الخاتمة

عُرف المدبّرون الخوازنة بـ “رؤساء الملّة المارونية”و”حكامًا” على كسروان وبشري. وتميّزوا بصفات المشورة، والتدبير، والأهليّة، والغيرة، والنّفوذ، والمعرفة، والكرم، والصّيت، والحزم، والفطنة، والإقدام، والشّجاعة، والتعقّل. كل هذه الصفات استحقوها، لأنّ مسؤولياتهم كانت تحتّم عليهم الكثير من الحكمة، والتي لولاها لما استطاعوا الاستمرار في الزعامة طوال زمن بعيد.

كان المدبّرون يشكّلون مع الأمير الحاكم ما يعرف بحكومة الجبل. وقد أمّنوا له كل دعم، وتأييد سياسي وعسكري. وأدّوا دورًا قياديًا على المستويات السياسية، والعسكريّة، والاجتماعيّة، والدينيّة، والثقافيّة كافة.

كان المدبّرون أهل ثقة عند الأمراء المعنيّين. وقد ساهموا إلى حدّ كبير في تثبيت زعامتهم من خلال أمانتهم، وخصوصًا فيما كان يوكل إليهم من مهمّات على الصعد كافّة. هذا ما أدّى إلى توسّع نفوذ الإمارة، وقد يعود هذا التوسّع إليهم إلى حدّ بعيد، وبفضلهم وحسن تدبيرهم. ونتيجة ذلك حصدوا تثبيت زعامتهم على كسروان وخارج كسروان في مدّة الإمارتين المعنيّة والشّهابيّة، وفي عهود لاحقة بتسلّمهم وظائف إدارية خصوصًا في المتصرفّية، وبتمثيلهم في المجلس النيابي في مرحلتي الانتداب والاستقلال. كل ذلك يعني أن زعامتهم استمرّت طيلة قرون عديدة من الزّمن. لكن هذه الزّعامة عرفت صعودًا وهبوطًا في الأدوار والنّفوذ على مرّ كل المراحل التي عرفها تاريخ لبنان الحديث. ومن المؤكّد والثابت أنّ الدور المقاطعجي ما انقطع على الاطلاق، أمّا الدور السياسي فكان وهجه يعلو، ويخفت بحسب الظروف والأحداث والمتغيّرات.

لقد اقتصر العهد المعني على مدبّريَّتين من الأسر المارونيّة هما آل الخازن وآل حبيش، وعلى مدبرية أفراد، لم ترث أسرهم هذه المهمّة، كالحاج كيوان نعمه. أظهر الخوازنة غيرة على المسيحيّين، واستطاعوا مع اتّساع نفوذهم إلى زيادة حركة الانتشار المسيحي، من هنا ازدهرت الإرساليات، والكنائس، والمدارس، وبناء الحصون، والقلاع.

ساهمت مدبرية آل الخازن في الانفتاح على الغرب. وقد عبّرت عن تطلعات الكنيسة المارونية الكيانيّة، والتي تجلّت في المشاريع المتبادلة بينها وبين الأمير ودول أوروبا والبابويّة. وتدعّمت مدبرية آل الخازن من دون سواها بامتيازات لم تعرفها مجتمعات السلطنة، وهي تمثيل الملك الفرنسي في بيروت من خلال منصب القنصليّة. وأصبح القناصل مركز ثقل سياسي في الإمارة، وقادة أمّتهم. وقد سعى الملك الفرنسي مع الدّولة العثمانيّة كي تعمل الأخيرة على إرساء الحكم في مقاطعات جبل لبنان الشّمالي بين أيدي آل الخازن، وذلك من أجل إعطاء المسيحيين ضمانة رسميّة بحكمهم الذاتي، ورفع التعدّي عليهم من الحكّام الغرباء عنهم.

أما في العهد الشّهابي فقد عرف “مدبّريات “العديد من الأسر والأفراد التي كانت في أغلبيتها مارونية. وممّا لا شكّ فيه أن الأمراء الشهابيون قد اعتمدوا على مدبّرين لهم من أسر جديدة، وفي الوقت عينه بقيت أُسَر المدبريّن السابقين، ضمن الطبقة الإقطاعيّة بامتيازاتها، صاحبة التأثير على نواحي كثيرة في مناطق وجودها على الأقل. هذا لا يعني أن المقاطعجيين الخوازنة لم يعد لهم دور فاعل في مقاطعاتهم وخصوصًا في كسروان، غير أنّهم خسروا سلطة المدبريّة والقنصليّة، التي كانت حكرًا عليهم في ظل الإمارة المعنيّة، وحلّت أسر جديدة في هذا المنصب، أدّت دور المعاون والمساعد للأمراء الشهابيّين.

أمّا واقع الخوازنة في السّلطة، فكان يتراوح ما بين مشارك ومبعد من مركز القرار. فقد استمرّوا على علاقة جيدة ببعض الأمراء الشهابيين، واشتركوا في أحداث الإمارة العسكريّة والإقتصاديّة والدينيّة. ومثال ذلك أنه في مطلع عهد الأمير يوسف، عادوا إلى تأدية دورهم في إدارة البلاد العام 1771 عندما تولّى الشيخ رامح الخازن على مناطق في بلاد جبيل بموجب صك من الأمير يوسف. وفي المدّة نفسها كافأ الأمير يوسف الشيخ قيس وأخاه الشيخ حيدر الخازن بالتولية الإقطاعيّة على حدث الجبّة. وكان للعلاقة ما بين متسلّمي مدبّرية إمارة الأمير يوسف وأولاده (آل سعد، آل باز، آل الدحداح) وبين الخوازنة العامل الإيجابي في توسيع دورهم وتجديده خارج كسروان. وجرى بين آل الخازن وآل باز حلف ومصاهرة بزواج عبد الأحد من ابنة الشيخ راجي الخازن العام 1802. فناصر آل باز الخوازنة على الأمير حسن. ومن المعروف أن علاقتهم بالأمير بشير الثاني لم تكن على أحسن حال، وأنّ الأمير حسن عمل على إضعافهم في مقاطعتهم في كسروان. لكن نفوذهم استمرّ إلى أن قام منهم العام 1840 الشّيخ فرنسيس قائدًا للثورة على الأمير بشير والمصريّين. ومنذ انحسار الدور المباشر لآل الخازن كمدبّرين، وتعرُّض الأمراء والحكّام لسلطاتهم في إقطاعاتهم، حاول بعض مشايخهم تدعيم مواقعهم فضلًا عن المنصب القنصلي، بوصف خاص من الدّولة الفرنسيّة. فتجاوب معهم الملك الفرنسي لويس الخامس عشر حين كتب إلى قناصل فرنسا في الباب العالي والشرق، بالاعتناء في حماية الشّيخ سرحان أبو نوفل صادر الخازن، في رسالته المؤرخة في 30 آذار العام 1741، وطلب الملك منهم أن يمنحوا الخازني في قطاعات مراكزهم الإمتيازات المعلّقة على هذه الحماية كلها، وكلّ الدّعم تجاه وزراء السّلطان وكبار موظفيه، في المناسبات جميعها التي يراها الشّيخ سرحان ضرورية من أجل نجاح أعماله، وأن يعامل مع أفراد أسرته كأنهم من رعايا الملك الخصوصيّين.

أمّا على الصعيد الدّيني، فقد نشأت بين الخوازنة والبطريركيّة المارونيّة التي استقر مقامها في أواسط القرن الثامن عشر في كسروان علاقة مميّزة، أسفرت عن تبوّء ثلاثة بطاركة منهم رئاسة الطائفة المارونية وهم: البطريرك يوسف ضرغام الخازن (1733 ـ 1742)، البطريرك طوبيا الخازن (1756 ـ 1766)، والبطريرك يوسف راجي الخازن (1845 ـ 1854). وبذلك عوّض الخوازنة ما كان لهم من نفوذ سياسي في الإمارة الزّمنيّة، بنفوذ أساسي ومعنوي في الإمارة الرّوحيّة، لا بدّ من أن ينعكس بدوره على الواقع الدّنيوي العام. وقد كان لتأسيسهم الأوقاف المتنوّعة، إذ بلغت ما يقارب السّتين وقفًا ومؤسّسة تقوية ودينيّة، الأثر الإيجابي في تعزيز مقامهم وتوطيد الروابط المعنويّة، والماديّة مع الكنيسة، وأملاك مركزها في بكركي وقنوبين.

إن مدّة القائمقاميّتين هي مرحلة الصّراع بين المشايخ آل الخازن والحكّام الأمراء اللمعيين من جهة، وبينهم وبين مشايخ آل حبيش والدحداح من جهة ثانية. فبالنسبة إلى الأمير القائمقام الذي تسلّم زمام الحكم يعاونه مجلس القائمقاميّة الذي أنهى سلطة الأمير الحاكم ومشايخ الإقطاع. وفي ظل الواقع الجديد، لم يتعايش الخوازنة مع حكم الأمراء اللمعيين، وعملوا ضدّهم.

وفي كسروان ظهر التنافس العائلي على النّفوذ بين آل حبيش وآل دحداح لآل الخازن. وهو صراع لم يقبله الخوازنة، إذ كانوا يعدُّون أنفسهم الأولى في الزّعامة والوجاهة. ويمكن أن نخلص إلى القول إنّ كلّ الأسر الجديدة التي برزت على السّاحة السياسيّة، وفي أي موقع كان، شكّلت المنافس الجديد للأسرة الخازنية الإقطاعيّة التي كانت صاحبة السلطة لأكثر من قرنين من الزّمن.

كذلك واجه الخوازنة صراعًا آخر مع الفلاحين في كسروان بدأ منذ زمن بعيد، وانفجر في العام 1858. إنّه نزاع طبقي بين الطرفين، كانت نتائجه سيئة على المتخاصمين في الساحة الكسروانية، وقد جرى سفك الدّماء من كلا الطرفين، وانتهى بقتال طائفي جرت أحداثه المشؤومة في الجبل العام 1860.

كانت مرحلة القائمقامية مليئة بالأحداث والصراعات، إذ لم يتمكن النّظام الجديد من إرساء الأمن والاستقرار، فشهد جبل لبنان نظامًا جديدًا، كان للخوازنة فيه حصّة في الوظائف، عوّضت لهم ما خسروه من سلطة ونفوذ سادا في زمن الاقطاع.

إن أكثر منجزات عهد المتصرفية أهمّيّة أنها أرست الإدارة اللبنانية على أسس حديثة، ودرّبت طبقة من الموظّفين استطاعت، في ما بعد أن تتسلّم الحكم في البلاد. وكان أن تأصلت تقاليد الإدارة اللبنانيّة، وقويت جذورها وصولاً إلى جزين. وفي كسروان أصبحت الأُسر الاقطاعيّة، كآل الخازن، ذات صلة وثيقة بتلك التقاليد. أمّا في شمال لبنان، كانت سيطرة المتصرفيّة ضعيفة انعكس ذلك على التأخّر الإداري. وكان أصحاب المناصب الإدارية من كسروان والمناطق الجنوبيّة من نصارى ودروز. وهكذا حافظت المتصرفيّة على الاستمرار السياسي في لبنان باجتذاب أبناء الأسر الإقطاعيّة، وجعلهم من أرباب الإدارة. وشهدت المرحلة تواصلًا بين المتصرفيّة من جهة، والعهود السّابقة من جهة أخرى. بل بقيت طبقة الإداريين اللبنانيين صلة تربط بين ماضي لبنان وحاضره.

وعندما عُيّن داود باشا أول متصرّف العام 1861 عمل على تنظيم لبنان وفق النّظام الجديد، فأسند المناصب إلى أفراد من الأسر الاقطاعيّة. وهكذا عاد العديد من المقاطعجيّين إلى الوظائف في الأقضية أو النّواحي. وقد برز العديد من الخوازنة في مجال الوظائف في عهد المتصرفيّة نذكر على سبيل المثال:

الشّيخ قعدان الخازن، والشيخ رشيد كنعان بن الخازن، وقسطنطين الخازن، وداود عفيف الخازن، ويوسف فرنسيس الخازن، ورشيد صالح الخازن، وبربر أفندي الخازن، فضلًا عن مناصب في الجيش كقعدان الخازن، وبربر الخازن الذي انتخب عضوًا في مجلس الإدارة من قبل مشايخ كسروان.

ويمكن أن نخلص إلى القول إن دور الخوازنة على الرّغم من تراجعه في مدّة القائمقاميّتين وبعد ثورة الفلاحين أمام قيادات برزت على حسابهم، إلا أنّهم عادوا مجددًا إلى الساحة السياسيّة عبر الإدارة والوظائف واستمروا بزعامتهم حتى يومنا هذا.

المصادر والمراجع باللغة العربية

أولاً: المصادر

1.   أبي خطار الشيخ أنطونيوس العينطوريني، مختصر تاريخ جبل لبنان، مخطوط نشره الأب اغناطيوس طنوس الخوري، الراهب اللبناني، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1953.

2ـ أبي خطار الشيخ أنطونيوس العينطوريني، مختصر تاريخ جبل لبنان، طبعة الأب اغناطيوس طنوس الخوري، نظر فيها وحقّقها الياس قطّار، منشورات دار لحد خاطر، بيروت.

3ـ الأسود ابراهيم بك ، تنوير الاذهان في تاريخ لبنان، مطبعة القديس جاورجيوس، مج 1، بيروت، 1925.

4ـ الأسود ابراهيم بك، دليل لبنان، المطبعة العثمانية، الطبعة الثالثة، بعبدا، لبنان.

5ـ البشعلاني الخوري إسطفان، لبنان ويوسف بك كرم، مطبعة صادر، 1925.

6ـ الحتوني الخوري منصور، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، حقّقه وفهرسه نظير عبّود، دار مارون عبّود، 1987.

7ـ حقّي اسماعيل بك، مباحث علمية واجتماعية، نظر فيه ووضع مقدمته وفهارسه فؤاد افرام البستاني، منشورات الجامعة اللبنانية، الجزء الأول، بيروت، 1969.

8ـ الخازن الشيخ شيبان، تاريخ العائلة الخازنية، مخطوط وضعه في العام 1821، نَسَخَهُ الخوري ميخائيل عيسى الخوري العام 1905، يوجد نسخة من هذا الكتاب أيضًا في محفوظات البطريركية المارونية في بكركي.

9ـ الدبس المطران يوسف، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، دار لحد خاطر، الطبعة الرابعة، 1987.

10ـ الدويهي البطريرك اسطفان، تاريخ الأزمنة، نظر فيها وحقّقها الاباتي بطرس فهد، دار لحد خاطر، طبعة تانية، بيروت، 1983

11ـ الشدياق طنوس، كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان، نظر فيه ووضع مقدمته وفهارسه فؤاد افرام البستاني، منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1970.

12ـ العقيقي أنطون ضاهر ، ثورة وفتنة في لبنان، صفحة مجهولة من تاريخ الجبل من 1841 إلى 1873، نشرها يوسف ابراهيم يزبك.

13ـ قرألي الخوري بولس نشر نبذة عن نشأة الأسرة الخازنية للبطريرك بولس مسعد في كتاب الخوري جرجس زغيب، عودة النصارى إلى جرود كسروان، نشره وعلّق حواشيه الخوري بولس قرألي، وألحقه بنبذتين في الأسرة الخازنية بقلم البطريرك بولس مسعد، وفي الأسرة الشقيرية بقلم عيسى افندي اسكندر المعلوف، مؤسسة خليفة للطباعة، بولفار الدورة ـ البوشرية، منشورات جروس ـ برس.

14ـ قرألي الخوري بولس ، فخر الدين المعني الثاني أمير لبنان إدارته وسياسته (1590 ـ 1635)، المجلة البطريركية، مطبعة القديس بولس حريصا، السنة العاشرة، لبنان، 1935.

15ـ مسعد الأب بولس الحلبي اللبناني، والخازن الشيخ نسيب وهيبه، الأصول التاريخيّة، مجموعة وثائق تنشر للمرة الأولى، المجلد الثالث، مطابع سميا، بيروت، 1958.

ثانيًا: المراجع

15ـ أبو السعد أحمد، معجم أسماء الأسر والأشخاص، دار العلم للملايين، الطبعة الثانية، آذار 1997.

16ـ الجميل الخوري ناصر، البطريرك اسطفان الدويهي حياته ومؤلفاته، طبعة أولى، بيروت، 1990.

17ـ الخازن الخوري فيليب، كتاب الانساب للعائلة الخازنية، مطبعة المرسلين اللبنانيين، جونيه، 20 تموز 1962.

18ـ الخوري بشاره خليل، حقائق لبنانية، الدار اللبنانية للنشر الجامعي، الجزء الأول، بيروت، 1983.

19ـ السخني الأب أغوسطين سالم القرطباوي (1891) (راهب لبناني ماروني) في كتابه ديوان خواطر الجنان ونظم أزاهر البيان، 1939.

20ـ الصليبي كمال، تاريخ لبنان الحديث، دار النهار للنشر، الطبعة السادسة، بيروت، لبنان، 1984.

21.                 المعلوف عيسى اسكندر، دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف، تحقيق وتقديم عقبة زيدان، دار حوران للطباعة والنشر والتوزيع، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 2003.

22ـ المنيّر القس حنانيا، الدّر المرصوف في تاريخ الشوف، الطبعة الأولى، 1984.

23ـ أنطونيوس جورج، يقظة العرب، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى، بيروت، 1962.

24ـ اليازجي الشيخ ناصيف، رسالة تاريخية في أحوال جبل لبنان في عهده الاقطاعي، حققها خليل الباشا، ورياض حسين غنام، دار معن.

25ـ باسيل جرجي، الاقطاع والاديار، دراسة وثائقية في تاريخ كسروان الاجتماعي والاقتصادي، حبيب ناشرون، الطبعة الأولى، بيروت، 2007.

26ـ بعينو بطرس، وثائق جديدة في العلاقات بين البطريرك مسعد ويوسف بك كرم (1854 ـ 1889)، رسالة غير منشورة أُعدّت لنيل شهادة دبلوم الدراسات المعمّقة في التاريخ، إشراف الأب بولس صفير، جامعة الروح القدس ـ الكسليك، لبنان، 1996.

27ـ حريق ايليا، التحوّل السياسي في تاريخ لبنان الحديث، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1982.

28ـ حوراني البرت، الفكر العربي في عصر النهضة (1798 ـ 1939)، دار النهار للنشر، الطبعة الرابعة، 1986.

29ـ خليفة عصام، أوامر ومراسيم الأمير بشير أحمد أبي اللمع في قائمقامية النصارى (1855 ـ 1856)، دار صادر، الطبعة الأولى، بيروت، 2014.

30ـ دي طرّازي الفيكنت فيليب، أصدق ما كان عن تاريخ لبنان، مطابع جوزف سليم صيقلي، المجلد الثاني، بيروت، 1948.

31ـ دي طرازي الفيكنت فيليب، عصر السريان الذهبي، أعاد طبعه الأب جوزيف شابو، حلب، 1979.

32ـ رستم أسد، لبنان في عهد المتصرفية، منشورات المكتبة البولسية، طبعة ثانية منقحة، لبنان، 1987.

33ـ رعد مارون، لبنان من الإمارة إلى المتصرفية (1840 ـ 1861) عهد القائمقاميتين، دار نظير عبود، 1993.

34ـ سلامه سهاد، أضواء إدارية، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت.

35ـ سعيد عبدالله ابراهيم، العلاقات الإجتماعية والإقتصادية في الأرياف اللبنانية (1861 ـ 1914)، سلسلة التاريخ الريفي 3، دار الفارابي، بيروت، 2003.

36ـ سويد ياسين، التاريخ العسكري للمقاطعات اللبنانية في عهد الامارتين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الجزء الأول، الطبعة الأولى، بيروت، 1980.

37ـ شبير الآنسة جاكلين، مشايخ آل الخازن والبطريركية المارونية، مجلة المنارة، السنة 26، العددان الأول والثاني، 1985.

38ـ شمس الدين طريف، الجذور التاريخية للإدارة في لبنان، (من عهد الإمارة حتى عهد الانتداب)، الطبعة الأولى، 1999.

39ـ شهوان ألان، مشايخ آل الخازن كنائس وأديار وأوقاف، مطابع الكريم، الطبعة الأولى، جونيه، 2009.

40ـ صفير الأب بولس، بكركي في محطاتها التاريخية (1703 ـ 1990)، منشورات معهد التاريخ في جامعة الروح القدس ـ الكسليك (2)، 1990.

41ـ صفير الأب بولس، البطريرك الجديد هو الخامس والسبعون في سلسلة بطاركة الطائفة المارونية، دراسة غير منشورة.

42ـ ضو طوني، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، الجزء الأول، الطبعة الأولى، جبيل، لبنان، 1994.

43ـ ضو طوني يوسف، وجه لبنان الأبيض، معجم القرن العشرين، حرش تابت، بيروت.

44ـ عقيقي عبدالله، الادارة والقضاء ـ الوضع الاجتماعي ـ الاقتصادي في كسروان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، رسالة ماجيستير، اشراف الدكتور جان شرف، الجامعة اللبنانية، كلية الآداب والعلوم الانسانية، قسم التاريخ، 1982.

45ـ قربان ملحم، تاريخ لبنان السياسي الحديث، الجزء الأول، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1981.

46ـ مجموعة مؤلفين فيليب حتي، إدورد جرجي، جبرائيل جبور، تاريخ العرب، دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع، الطبعة الثالثة عشرة، بيروت، 2009.

47.                 مجموعة باحثين، لبنان في تاريخه وتراثه، خالد زيادة، لبنان في العهد المعني، مركز الحريري الثقافي، أبحاث وتوثيق، دراسات لبنانية، سلسلة بإشراف عادل اسماعيل، الطبعة الأولى، الجزء الأول، بيروت، 1993.

48ـ نعمه ناظم، موسوعة العائلات المارونية، منشورات جامعة اللويزة، المجلد 2، الطبعة الأولى، لبنان، 2017.

 

المراجع باللغة الأجنبية

49- M. Joupain: La question du Liban, 2ème edition, Jounieh 1961

50-PERRIN, Dictionnaire D’Histoire De France, Librairie Académique, Perrin.

51-Toufic TOUMA, Paysans et Institutions Féodales chez les Druzes et les Maronites du Liban de XII Siècle jusqu´au 1914, deux tomes, publications de l´Université Libanaise,Section des Etudes Historiques, XX., Imprimerie Catholique, Beyrouth,Tome.

 

 

 

 

 

[1] ـ أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية ـ كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة. beaino.boutros@gmail.com

[2] ـ ولد في 2 آب الالعام 1629 في إهدن. سيم كاهنًا في 25 آذار الالعام 1656. رقّي إلى الدرجة الأسقفية على جزيرة قبرص في 8 تموز العام 1668. انتخب بطريركًا في 5 أيار العام 1670. توفى في 3 أيار العام 1704 ودفن في قنوبين. الخوري ناصر الجميل، البطريرك اسطفان الدويهي حياته ومؤلفاته، طبعة أولى، بيروت، 1990، ص 15 ـ 27؛ وإيليا حريق، التحوّل السياسي في تاريخ لبنان الحديث، الأهليّة للنشر والتوزيع، بيروت، 1982، ص 101. يقول الدويهي أن الشدياق سركيس بن الخازن انتقل في الالعام 1545 من جاج إلى البوار في الفتوح، ونسخ إنجيل ريش قربان في الكرشوني، ومن ثمّ انتقل إلى بلونه. البطريرك اسطفان الدّويهي، تاريخ الأزمنة، نظر فيها وحقّقها الأباتي بطرس فهد، دار لحد خاطر، طبعة تانية، بيروت، 1983، ص 417. وتجدر الإشارة إلى أن ريش قربان كلمة سريانية تعني رأس القراءات. وتسمّي الكنيسة هذا الكتاب القراءات التي تُتلى أيام الآحاد والأعياد. أما الكرشوني فلفظ عربي وحرف سرياني. يؤكّد على ذلك البطريرك اسطفان الدويهي والشيخ شيبان نمر الخازن واضع تاريخ أسرته وغيرهما من المؤرّخين.

[3] ـ عاش الشيخ شيبان بن نمر الخازن في النصف الأول من القرن التاسع عشر. كتب تاريخ العائلة الخازنية. أثبت فيه أنّ أصلهم من بلاد غسّان. تطرّق إلى أحوالهم، وما جرى لهم من وقائع أثناء إقامتهم في حوران وفي لبنان. أنجز هذا الكتاب العام 1821، ولم يزل حتى الآن غير مطبوع. الفيكنت فيليب دي طرّازي، أصدق ما كان عن تاريخ لبنان، مطابع جوزف سليم صيقلي، المجلد الثاني، بيروت، 1948، ص 159.

[4] ـ ولد في عشقوت العام 1913. دخل الرهبانية العام 1926 في دير القديسين مار سركيس وباخوس في عشقوت. سيم كاهنًا العام 1936. أصدر مجلة “الأصول التّاريخيّة” مع المؤرّخ الشيخ نسيب وهيبه الخازن العام 1956. اغتيل في الشوف العام 1960. طوني يوسف ضو، وجه لبنان الأبيض، معجم القرن العشرين، حرش تابت، بيروت، ص 704 ـ 705.

[5] ـ ولد في عشقوت العام 1896. نال شهادة الدكتوراه في الحقوق. أتقن لغّات عديدة. عمل في الصحافة. توفّى في الالعام 1976. طوني يوسف ضو، وجه لبنان الأبيض، ص 677.

[6] ـ الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني، والشيخ نسيب وهيبه الخازن، الأصول التّاريخيّة، مجموعة وثائق تنشر للمرة الأولى، المجلد الثالث، مطابع سميا، بيروت، 1958، ص 287 ـ 292.

[7] ـ الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني، والشيخ نسيب وهيبه الخازن، الاصول التاريخية، ص 296 ـ 297.

[8] ـ الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني، والشيخ نسيب وهيبه الخازن، الاصول التاريخية، ص 298 ـ 301. ولأهميّة هذه المخطوطات سنأتي على ذكر مخطوطة بقعتوته باختصار لأنها شاملة، وهي على الشكل الآتي: “المفهوم عن تاريخ عائلتنا الخازنية إنّها طائفة من عرب النّصارى بالحجاز من بني حسان (وقيل إنّ الصواب غسان) ومنهم مقرى الوحش البطل المشهور برفقة عنتر بن شداد والأمير قيس العبسي. والجد المعروف الذي تسلسلت منه العائلة الى الآن يدعى نمر، ونمر هذا تولى الخزينة في زمن حكومة بني غسان ومن بعده ولده يوسف. وحين تولوا الخزينة الابن بعد ابيه زمن طويل تلقبوا بالخازن والقريه التي سكنوها دعيت باسم الخازنية (وهي خازنية بني غسان) التي أصبحت قرية كبيرة من عهد نمر الجد الأول المعروف عندنا… وهذه النواحي اكتسحها المسكب سنة 1448 حين توفى الملك وذلك بعد يوسف بن نمر الأول وفي سنة 1450 بسبب الخوف الزائد الذي حصل بذلك الحين، انتقل نمر بن يوسف من الخازنية التي هي بإمارة بني غسان الى الحولانية في حوران هو وأولاده إلياس ويوسف وسركيس وجرجس وابن أخيه يوحنا المسمى وهيبه؛ وقد كان توفى والده في الخازنية كما مرّ، وأقاموا في تلك الناحية مدة ومنها رحلوا الى جهات اليمونه ودير الأحمر، ونحلة في بلاد بعلبك، وأقاموا هناك الى سنة 1475، رحل الياس وابن عمه وهيبه الى جاج وذلك في زهرة دولة المقدمين في جبل لبنان كما يذكر السعيد الذكر البطرك اسطفان الدويهي… وابن عمه وهيبه توجه الى بلاد عكار وغانم بن وهيبه توجه الى كسروان الى قرية عجلتون. فالياس تزوج في جاج على مريم ابنة المقدم الياس وجيه محله وبقي فيها نحو 35 سنة وخلف سركيس والعازار، وقد توفى الياس. فسركيس بعد وفاة أبيه تزوج دعد ابنة رزق الله كبير حاقل وبقي في جاج وولد له ابراهيم، وفي سنة 1545 رحل سركيس مع عائلته من جاج الى قرية البوار ومنها الى قرية صربا ومنها رحلوا الى مزرعة البلانه وانطلياس، وفيها تزوج ابراهيم على صفيّة ابنة فارس الجميل وولد له صقر وخازن وعبدالله وسليمان وخاطر ومن انطلياس نقلوا الى برج درج نهر الكلب، ومنها الى مزرعة بلونه في كسروان إذ وُفِّق إبراهيم من إخفاء الأميرين فخر الدين ويونس ولدى (ولدي) المير قرقماس معن وتربيتهما كاولاده… إن أصل العائلة الخازنيّة يعود إلى الشدياق سركيس بن الخازن. استوطن جاج. وفي العام 1545 نزح مع أولاده إلى قرية البوار في فتوح كسروان ثمّ انتقل إلى بلونه “في أرض عجلتون في أرض كسروان”، إذ وطّد سكناه مع أولاده أبو صقر إبراهيم، وأبو صافي رباح. وكان الأمير منصور بن عساف التركماني حاكمًا على غزير. ولحسن سلوك الشّدياق سركيس وأولاده استمالوا مودّة الجميع. وفي العام 1584 هرب الأمير قرقماس حاكم بلاد الشوف من وجه إبراهيم باشا والي مصر وكان له ولدان الأميران فخر الدين ويونس. وخوفًا من الاعتداء عليهما خبأتهما الست نسب والشّيخ كيوان عند أولاد الشّدياق سركيس الخازن”.

[9] ـ ورث الشيخ أنطونيوس أبي خطّار العينطوريني عن والده الشيخ مخايل أبي خطّار، حكم إقطاع قريته عينطورين وما يليها في جبّة بشرّي. حاز لقب شمّاس، إذ كان الرؤساء الروحيّون ينعمون على مقدّمي لبنان، وبعض حكّامه وأعيانه، بدرجة الشّدياقيّة أو الشّماسيّة، فيتوفّر لهم حقّ الجلوس معهم في خورس الكنيسة. توفى في 12 كانون الأول سنة 1821. الشيخ أنطونيوس أبي خطار العينطوريني، مختصر تاريخ جبل لبنان، مخطوط نشره الأب اغناطيوس طنوس الخوري، الرّاهب اللبناني، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1953، ص 2 ـ 8. ذكر الشّيخ أنطونيوس قدوم الخوازنة إلى البوار وبلونه، وأنهم  كانوا كواخي آل معن وشهاب. استحقوا في تحرير الرّسائل من الأمراء “الأخ العزيز”. التجأت إليهم معظم الطوائف. شيّدوا المدارس والأديار في كسروان. ذاع صيتُهم في الغرب، ونالوا إنعامات من الملوك وبقنصلية بيروت.كان منهم رؤساء رهبانيات وأساقفة وبطاركة. الشيخ أنطونيوس أبي خطار العينطوريني، مختصر تاريخ جبل لبنان، ص 58 ـ 60؛ والشيخ أنطونيوس أبي خطار العينطوريني، مختصر تاريخ جبل لبنان، طبعة الأب اغناطيوس طنوس الخوري، نظر فيها وحقّقها الياس قطّار، منشورات دار لحد خاطر، بيروت، ص 62 ـ 64.

[10] ـ ولد في العام 1800 في قرية كفرشيما. تلقّى علومه الابتدائية على يدّ القسيس متّى من بيت شباب. عيّنه الأمير بشير الثاني الشهابي كاتبًا عنده. توفى العام 1871. جورج أنطونيوس، يقظة العرب، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى، بيروت، 1962، ص 105 ـ 106؛ والبرت حوراني، الفكر العربي في عصر النهضة (1798 ـ 1939)، دار النّهار للنشر، الطبعة الرابعة، 1986، ص 122. لم يأت بجديد عن الأسرة الخازنيّة عما كتبه العينطوريني فهو شبيه به إلى حدّ كبير. الشيخ ناصيف اليازجي، رسالة تاريخيّة في أحوال جبل لبنان في عهده الاقطاعي، حققها خليل الباشا، ورياض حسين غنام، دار معن، ص 33.

[11] ـ ولد في أوائل القرن التاسع عشر حوالى (1805) في الحدث. ينتمي إلى سلالة قديمة أصلها من حصرون. تعلّم في مدرسة عين ورقة. له كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان جزءان. توفى في العام 1861. يتحدّث طنوس الشدياق عن سركيس الخازن الملقّب بالشدياق وله ولدان أبو صقر إبراهيم وأبوصافي رباح. قدم سركيس من جاج إلى كسروان في زمن الأمير منصور التركماني على غزير. ويذكر علاقة الخوازنة بالمعنيّين. فهو قريب من مخطوطة بقعتوته في ما يتعلّق بوجودهم في لبنان. طنوس الشدياق، كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان، نظر فيه ووضع مقدمته وفهارسه فؤاد أفرام البستاني، منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1970، ص 67.

[12] ـ ولد العام 1823 في قرية دلبتا. سيم كاهنًا العام 1851. توفى سنة 1910. ركّز الحتّوني على تواجد الخوازنة في لبنان ومخبأ الأميرين فخر الدين ويونس عند أبي صقر ابراهيم بن الشدياق سركيس الخازن، وعلاقة آل الخازن بالمعنييّن. شدّد الحتوني على التسلسل العائلي. في العام 1600 توفّى الشيخ أبي صقر إبراهيم الخازن وترك أربعة أولاد وهم: خازن المكنّى بأبي نادر. وعبدالله المكنّى بأبي خطار. وعون المكنّى بأبي قرقماز. وخاطر المكنّى بأبي رحال. وقد عيّن الأمير فخر الدين خازن أبو نادر مدبرًا له.الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، حقّقه وفهرسه نظير عبّود، دار مارون عبّود، 1987، ص 51 ـ 63.

[13] ـ ترجع أسرته إلى مدينة حلب. ولد فيليب دي طرازي في 28 أيار العام 1865. أتقن لغات عديدة. توفى في 7 آب العام 1956. الفيكنت فيليب دي طرازي، عصر السريان الذهبي، أعاد طبعه الأب جوزيف شابو، حلب، 1979، ص 3.يتحدّث فيليب عن الخوازنة خارج لبنان، ومن ثمّ انتقالهم إلى لبنان وانتشارهم. لقد اطّلع على مخطوط الشيخ شيبان الخازن. الفيكنت فيليب دي طرّازي، أصدق ما كان عن تاريخ لبنان، ص 25 ـ 27. تجدر الإشارة إلى أنّ أحمد أبو السعد في معجم أسماء الأسر والأشخاص، دار العلم للملايين، الطبعة الثانية، آذار 1997، ص 281 ذكر أصل العائلة الخازنيّة مستشهدًا بالطرازي والعينطوريني.

[14] ـ ولد في قرية كفرعقاب العام 1869. أتقن الانكليزية ودرّس في عدّة مدارس في لبنان وسوريا الأدب العربي. أنشأ مجلة “الآثار” العام 1911. توفى في العام 1956. عيسى اسكندر المعلوف، دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف، تحقيق وتقديم عقبة زيدان، دار حوران للطباعة والنشر والتوزيع، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 2003، ص 1. يتكلّم المعلوف عن انتشار الخوازنة في لبنان، وعلاقتهم بالمعنيّين، وحماية الأميرين المعنيين عند الخوازنة، وتكريم الخوازنة من قبل المعنيين بأن أصبحوا مدبرين الأمراء، وسلموهم منطقة تمتد من كسروان إلى جبة بشري. عيسى اسكندر المعلوف، دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف، ص 240. وتجدر الإشارة إلى أن المعلوف لم يأت بجديد عن الخوازنة.

[15] ـ ولد في عجلتون العام 1885. تلقى علومه في مدرسة راهبات المحبة في عجلتون. ثمّ في مدرسة مار الياس الإكليريكية في عينطوره العام 1898، وكانت بإدارة جمعية المرسلين اللبنانيين. انضم إلى الجمعية المذكورة في العام 1899. سيم كاهنًا في 15 آب العام 1911 ودعي اسمه فيليب. تولّى رئاسة دير الكريم (1921 ـ 1933)، ورئاسة دير الرسالة في جونيه. من مؤلفاته: “كتاب الأنساب”العائلة الخازنية، 1962. “كسروان عبر التاريخ”، 1970، “حركة طانيوس شاهين 1858”. توفى في 10 كانون الاول العام 1972، ودفن في دير الكريم. ناظم نعمه، موسوعة العائلات المارونية، منشورات جامعة اللويزة، المجلد 2، الطبعة الأولى، لبنان، 2017، ص 1303 ـ 1304.

يتكلّم الخوري فيليب عن الخوازنة خارج لبنان، وانتشارهم في لبنان، وعن ذريّة الشدياق سركيس الخازن وولداه أبو صقر ابراهيم، وأبو صافي رباح. ركّز الخوري فيليب على النسب والجّد الأصلي الشدياق سركيس الخازن. الخوري فيليب الخازن، كتاب الأنساب للعائلة الخازنيّة، مطبعة المرسلين اللبنانيين، جونيه، 20 تموز 1962، ص 123. وتجدر الإشارة أن الخوري فيليب الخازن عاد بشكل أساس إلى البطريرك الدويهي وشيبان الخازن. ومن الذين أرّخوا عن الأسرة الخازنية الأب أغوسطين سالم السخني القرطباوي (1891) (راهب لبناني ماروني) في كتابه ديوان خواطر الجنان ونظم أزاهر البيان، 1939، ص 130 ـ 131. والخوري بولس قرألي نشر نبذة عن نشأة الأسرة الخازنية للبطريرك بولس مسعد في كتاب الخوري جرجس زغيب، عودة النصارى إلى جرود كسروان، نشره وعلّق حواشيه الخوري بولس قرألي، وألحقه بنبذتين في الأسرة الخازنية بقلم البطريرك بولس مسعد، وفي الأسرة الشقيريّة بقلم عيسى افندي اسكندر المعلوف، مؤسسة خليفة للطباعة، بولفار الدورة ـ البوشرية، منشورات جروس ـ برس، ص 38 ـ 50. وعن الأسرة الخازنيّة كتب أيضًا القس حنانيا المنيّر، الدّر المرصوف في تاريخ الشوف، الطبعة الأولى، 1984، ص 53. وتجدر الإشارة إلى أن القس حنانيا المنيّر قد ذكر أنّ الخوازنة سكنوا قرية خبب في حوران لم نر أثرًا لهذه القرية في مختلف المصادر والمراجع الأخرى. وكتب عن علاقة الأسرة الخازنية بالأمير فخرالدين المعني الثاني (1590 ـ 1635). الخوري بولس قرألي، فخر الدين المعني الثاني أمير لبنان إدارته وسياسته (1590 ـ 1635)، المجلة البطريركية، مطبعة القديس بولس حريصا، السنة العاشرة، لبنان، 1935، ص 39 ـ 44.

[16] ـ يرجع بنو غسان إلى قبيلة قديمة من عرب الجنوب. نزحت هذه القبيلة من اليمن فاحتلت الأرض التي كان بنو سليح قد سبقوهم اليها وشيدوا فيها أول ملك للعرب في الشام، فاستقر الغساسنة في نواحي من دمشق على مقربة من الطرف الشّمالي لطريق النقل الذي يربط مأرب بدمشق. مجموعة مؤلفين فيليب حتي، إدورد جرجي، جبرائيل جبور، تاريخ العرب، دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع، الطبعة الثالثة عشرة، بيروت، 2009، ص 115 ـ 116.

[17] ـ شيّد هذه الكنيسة ثلاث مشايخ أشقاء من العائلة الخازنية وهم: خالد خازن، وراشد، وكسروان. وهم من بيت الشيخ أبو ناصيف نوفل الخازن من عجلتون، وأوقفوها على الأهالي، وسلّموها إلى خوري الرعية حنا محيي (كذا)، العام 1768، كي يتولّى خدمة مذبحها ووقفها. وسعى الخوري المذكور مع الأب عمانوئيل الأنطوني في بناء مدرسة بقرب الكنيسة. ألان شهوان، مشايخ آل الخازن كنائس وأديار وأوقاف، مطابع الكريم، الطبعة الأولى، جونيه، 2009، ص137.

[18] ـ شيّد هذه الكنيسة الشيخ نوفل الخازن خلال ستينيات القرن الثامن عشر، حين كانت ما تزال حارة البلانة مزرعة بيد مشايخ آل الخازن حتى يتمكّن شركاؤهم من ممارسة شعائرهم الدّينية. وسلّم الشيخ نوفل خدمة الكنيسة، العام 1767، إلى الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة ورئيسها الأباتي إابراهيم عون (1763 ـ 1769)، لما كان بين الأسرة الخازنيّة والرّهبانيّة من علاقة مميّزة في دير مار الياس انطلياس، ودير مار جرجس عوكر في ضبيّه. وأوقف لها الخازني المذكور أرزاقًا حولها لدوام استمراريتها تحت شرط تقديم القداديس على نيته. استمر رعاية الرهبانيّة للكنيسة لحين خلو مزرعة حارة البلاّنة من السكّان في بداية القرن العشرين، بسبب الضائقة الاقتصادية والهجرة وعدم توفّر كاهن يخدم مذبحها. فسلمتها الرهبانيّة إلى أبرشية دمشق التي سلمتها بدورها إلى رهبان دير سيدة طاميش للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة. ألان شهوان، مشايخ آل الخازن كنائس وأديار وأوقاف، ص 135 ـ 136. وتجدر الإشارة إلى أنّه قد عادت رعاية كنيسة سيدة حارة البلانة، وكنيسة مار جرجس إلى الأبرشية المذكورة، أيّ أنّ أسقف الأبرشية هو من يعيّن كاهنًا لخدمة كل من الكنيستين.

[19] ـ في العام 1854 بعد وفاة الأمير حيدر اللمعي قائمقام النصارى، اجتمع الخوازنة في زوق الخراب ورفضوا تولية الأمير بشير أحمد. كذلك اجتموا في البلدة عينها في العام 1857 لتجميع القوى ضدّ الأمراء اللمعيين. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 270 ـ 278.

[20] ـ جرجي باسيل، الاقطاع والإديار، دراسة وثائقية في تاريخ كسروان الاجتماعي والاقتصادي، حبيب ناشرون، الطبعة الأولى، بيروت، 2007، ص 50.

[21] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، الجزء الأول، الطبعة الأولى، جبيل، لبنان، 1994، ص 29 ـ 30؛ وياسين سويد، التاريخ العسكري للمقاطعات اللبنانية في عهد الامارتين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الجزء الأول، الطبعة الأولى، بيروت، 1980، ص 68 ـ 69.

[22] ـ عصام خليفة، أوامر ومراسيم الأمير بشير أحمد أبي اللمع في قائمقامية النصارى (1855 ـ 1856)، دار صادر، الطبعة الأولى، بيروت، 2014، ص 68؛ والشيخ ناصيف اليازجي، رسالة تاريخية في أحوال جبل لبنان في عهده الاقطاعي، ص 21؛ وياسين سويد، التاريخ العسكري للمقاطعات اللبنانية في عهد الامارتين، ص 70.

[23] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 40 ـ 47. وتجدر الإشارة إلى أنّ الموارنة قد عرفوا سلطة مدنية تسمّت بـ “المقدميّة” وكانت تدل على رتبة عسكرية في نظام الدولة المملوكية وتعني وظيفة الكاشف، وهي رتبة منحها المماليك لمقدمي الموارنة، يخوّلون أصحابها جباية الضرائب. غير أن المؤسّسة المقدّمية بدأت تضعف لأسباب عديدة، ومع توسّع الإمارة المعنيّة، إذ تبدّلت مع فخر الدين الثاني ماهية المركز السياسي الماروني من كسروان إلى أقصى الشّمال، عندما أرسل الأمير العام 1621 مدبّره الشيخ أبا نادر الخازن برجال كسروان وجبيل إلى جبة بشرّي فأخرج منها أتباع بيت سيفا، وولّى عليها الشيخ أبا صافي الخازن، وجعل مقدّمي البلاد تحت تدبيرهما. فكان هذا التحوّل من المقدميّة إلى المدبرية المؤسّسة الجديدة، وقد شارك الموارنة من خلالها في حكم البلاد، وافتتح آل الخازن هذا التغيير. واذا بالمقدميّة تصبح مثل غيرها من المناصب والرّتب الاقطاعيّة. وهكذا أصبحت العائلات والقرى المارونيّة تحت سلطة أصحاب المقاطعات الذين تسمّوا بالمشايخ. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفيّة (1534 ـ 1861)، ص 55 ـ 57. أمّا المشيخة أو الشّيخ فهو الطاعن في السّن، المسيطر بحكم سنه، على أولاده وأحفاده وعشيرته، ومع مرور الزّمن اعتاد الناس الخضوع للشّيخ، وأصبح في نظرهم كل من يتولّى السّيادة عليهم يتمتّع بلقب “شيخ” ولو لم يكن “شيخًا” في سنه. وفي أيام الحكم المعني حلّت “حكومة” المشايخ في الشّمال محلّ “حكومة” (المقدّمين الموارنة). و”يتمشيخ ” اذا صّح التعبير، الذي يرضى عنه الأمير لقاء مواقفه الدّاعمة له، عسكريًا أو ماليًا أو سياسيًا، ويصبح له الحقّ في أن يتولّى نوعًا من الحكم المقاطعجي في المنطقة المتولّي عليها، ويتقدّم في النّفوذ والوجاهة على من لا يتمتّع بمثل لقبه. وكان رجال هذه المناصب يتلقّبون بالمشيخة فور كتابة الأمراء إلى أفرادها رسائل تتصدرها عبارة “الأخ العزيز”. وقد انطلق نظام المشيخة بعد توطيد الإمارة الشّهابية العام 1711، وأصبحت هذه الرّتبة حقًا تتوارثه الأسر، من الآباء إلى البنين ضمن مؤسستين: المقاطعجية والمدبرية. والمدبّر بحكم وجوده إلى جانب الأمير فهو صاحب لقب “شيخ” حتى ولو لم يكتب له الأمير “الأخ العزيز”. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 75 ـ 59.

[24] ـ المقصود “حكومة الأمراء” أو “حكومة الجبل”، السلطة التي يتميّز بها حكم الإمارة من خلال مركزية الأمير الحاكم وجهازه، وعلاقته بحكام المقاطعات، المقاطعجيين الذين يباشرون وظائفهم من تحت يده. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 13.

[25] ـ الأمراء المعنيون:

الأمير فخر الدين عثمان (ت 1506)، الأمير يونس (1511)، الأمير قرقماس (1585)، الأمير فخر الدين (1635)، الأمير يونس (1633)، الأمير ملحم (1658)، الأمير أحمد (ت 1697). مجموعة باحثين، لبنان في تاريخه وتراثه، خالد زيادة، لبنان في العهد المعني، مركز الحريري الثقافي، أبحاث وتوثيق، دراسات لبنانية، سلسلة بإشراف عادل اسماعيل، الطبعة الأولى، الجزء الأول، بيروت، 1993، ص 291.

[26] ـ المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، دار لحد خاطر، الطبعة الرابعة، 1987، ص 214. وتجدر الإشارة إلى أن الموارنة قد اهتموا بالإمارة المعنية إذ وجدوا فيها البديل عن إمارة آل عساف المنقرضة. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 165.

[27] ـ من دهقن، أيّ جعله زعيمًا أو زعّمه على شيء. الدهقان كلمة تركية تعني الخولي أو الوكيل على المقتنيات والأملاك. أمّا الخزندار، فمختص بتدبير الشّؤون المالية المتعلقة بالخزنة. وهما مظهران من مظاهر عمل المدبّر. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 70.

[28] ـ المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214؛ وطوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 165؛ والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 61 ـ 62.

[29] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 166؛ وفي الالعام 1600 توفى إبراهيم وله ولدان أبو نادر خازن وأبو خطار. فجعل الأمير فخر الدين أبا نادر خازنًا مدبرًا. الشيخ طنوس الشدياق، كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان، ص 67. توفى الشيخ أبي صقر ابراهيم الخازن وله أربعة أولاد وهم: خازن المكنّى بأبي نادر، وعبداالله المكنّى بأبي خطّار، وعون المكنّى بأبي قرقماز، وخاطر المكنّى بأبي رحال. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 62.

[30] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 167.

[31] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 63.

[32] ـ وتجدر الإشارة إلى أنه لما غادر الأمير فخر الدين إلى أوروبا العام 1612 ترك الحكم بيد أخيه يونس وأبا نادر مدبرًا له. وفي العام 1613 أرسل الأمير يونس الشيخ أبا نادر الخازن، والشيخ أبا ضاهر حبيش إلى كسروان ليحصيا الأشجار ويستوفيا ما عليها من المال. كذلك أرسل رحال خطّار شقيق أبا نادر إلى توسكانا ليطلع الأمير فخر الدين على أحوال البلاد. المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214.

[33] ـ أي نائبًا مكانه.

[34] ـ تجدر الإشارة إلى أنّ الأمير يونس طلب من الشيخ أبي نادر الخازن مدبره، أن يرسل أخيه الشيخ خاطر أبي رحال مع خمسين رجلاً من أتباعه، للالتحاق بالأمير في مراكب البعثة إلى توسكانا. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 167؛ والمطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214.

[35] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 167 ـ 169؛ والمطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214؛ والشيخ طنوس الشدياق، كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان، ص 68.

[36] ـ تجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ أبي صافي كتب إلى البابا أوربانوس الثامن في 23 تشرين الأول العام 1924، يؤكّد تقدّم الموارنة وأعيانهم في جبل لبنان ويقول: “إني بنعمة الله الخاصة وبرعاية مولانا الأمير فخر الدين الحكيمة أتولى الآن حكم جبل لبنان بالرفق والمحبة…أمّا ما خص أشغال البطريرك، فنوصي قداستك بها خيرًا كي تبلغ أنوار أعمالك الحسنة حتى بلادنا شأن سلفائك”. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 172.

[37] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 170 ـ 172؛ والشيخ طنوس الشّدياق، كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان، ص 68 ـ 69. والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخيّة في المقاطعة الكسروانيّة، ص 63 ـ 69. ويذكر المطران يوسف الدبس ما يلي: بعد عودة الأمير فخر الدين من رحلته العام 1617 أنعم على أبي نادر وعلى ذريته “بولاية عمل كسروان صدقه وخدمته بحضوره وبغيابه”. قاتل أبو نادر الخازن إلى جانب الأمير يوسف باشا سيفا، وحاصر الأمير قلعة جبيل وأخرج يوسف باشا منها، وولى أبا نادر على بلاد جبيل إضافة لكسروان. وفي العام 1621 ورد أمر من الآستانة إلى الأمير فخر الدين كي يساعد والي طرابلس على يوسف باشا سيفا. فكانت النتيجة أن هرب يوسف باشا سيفا إلى عكار، وأرسل الأمير فخر الدين رجالاً إلى جبة بشري طردوا عمال سيفا من هناك، وأقام الشيخ أبا صافي رباح الخازن عمّ الشّيخ أبي نادر على جبة بشرّي. وفي العام 1631 عمل الشيخ أبو نوفل نادر الخازن على إصلاح قلعة سمار جبيل، كان قد أصابها زلزال، قتل فيه ابنه نوفل، ووالدته ابنة الشيخ معتوق حبيش. المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214؛ والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 68. وعن هذه المرحلة يذكر الحتوني أن الشيخ أبا نادر الخازن وأقاربه قد عملوا على إعمار كسروان، وأظهروا الغيرة على النصارى، واشتهروا شرقًا وغربًا. وطّدوا الأمن والعدالة في المقاطعات التي تولّوا عليها الجبة وبلاد البترون وجبيل. ويذكر الدويهي في كتاب الاحتجاج “أنّه سنة 1622 كان جبل لبنان في أمان واطمئنان بسبب أن الأمير فخر الدين ولّى مشايخ بيت الخازن أبا نادر وأبا صافي على بلاد جبيل وبلاد البترون وجبة بشراي ولأجل ذلك اعتمد الناس على خدمة الله وحيوة النّسك وعلى بنيان الكنائس والمدارس وقدم أناس من بلاد الإفرنج كثيرون من الأخوة ومن الكبوشيين وأناس حبساء وأخذوا السكنى في جبة بشراي” الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 69.

[38] ـ المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214 ـ 215؛ والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 71 ـ 72.

[39] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 176؛ والمطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 214 ـ 215.

[40] ـ المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 215؛ وطوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 177 ـ 178؛ والشيخ طنوس الشدياق، كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان، ص 70 ـ 71. والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخيّة في المقاطعة الكسروانيّة، ص 74 ـ 75. ويذكر الحتوني أنّه ازداد غيرة ومكارمًا على والده، وقد بنى له كنيسة السيدة في عجلتون. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 75.

[41] ـ انتخب في قنوبين العام 1648. ثبّته البابا اينوشنسيوس العاشر في 13 أيلول العام 1649. توفى في 23 كانون الأول العام 1656. الأب بولس صفير، البطريرك الجديد هو الخامس والسبعون في سلسلة بطاركة الطائفة المارونية، دراسة غير منشورة، ص 5.

[42] ـ ولد في 13 شباط العام 1599 في سيينا (Sienne). أصبح بابا روما في 7 نيسان العام 1655. توفى في 22 أيار العام 1667.

[43] ـ انتخب بطريركًا في قنوبين في أول كانون الثاني العام 1657. ثبّته البابا اسكندر السابع في 7 حزيران العام 1659. توفى في 13 نيسان العام 1670 بداء الطاعون في دير مار شليطا مقبس في كسروان ودفن فيه. الأب بولس صفير، البطريرك الجديد هو الخامس والسبعون في سلسلة بطاركة الطائفة المارونية، دراسة غير منشورة، ص 5.

[44] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 209 ـ 212. وتجدر الإشارة إلى أنّ السلطان العثماني محمد مراد (1648 ـ 1692)، منحه فرمان الرضى، وميّزه بأن “يكون مصدَّرًا على سائر السفرا الذين من طوائف الافرنج… طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 212؛ والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 75 ـ 78.

[45] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 217. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعد انتصار الأمير أحمد معن على اليمنيين أعاد المشايخ الخوازنة إلى إقطاعهم، والشيخ أبو نوفل مدبرًا لحكومته. وقسّم أبو نوفل كسروان على أبنائه: فأعطى أبا قانصوه فياضًا قسمًا، وأبا نصيف نوفلاً قسمًا، وخازنًا قسمًا، وطربيه قسمًا. وبقي بيده قسم كبير، سلّمه إلى أولاده الصغار، خاطر، وسليمان، وقيس، وأبو النصر. المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 216.

[46] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 218. وتجدر الإشارة إلى أنّ أبا نوفل اغتاظ من انتخاب الدّويهي في قنوبين “من غير حضوره ومشورته ورفض الرّضوخ لرئاسته والإقرار بها… فالتزم البطريرك (المنتخب) أن يحضر من قنوبين الى كسروان عند الشيخ المنوّه عنه قاصدًا استجلاب رضاه. ولما شاهد الشّيخ تواضع البطريرك العميق وذكاء عقله وعلامات قداسته، أدّى له رسوم الطاعة وبالغ في إكرامه…” . طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 218. وتجدر الإشارة إلى أن طوني ضو يذكر وفاته في الالعام 1680 نقلاً عن الدويهي. أمّا المطران يوسف الدبس فيعدُّ سنة وفاته في العام 1679. المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 216. أمّا الخوري بولس قرألي فقد أرّخ وفاته وبحسب البطريرك بولس مسعد في 13 آب العام 1679. الخوري جرجس زغيب، عودة النصارى إلى جرود كسروان، ص 52. أمّا جاكلين شبير فهي تذكر وفاته في 13 آب 1679 نقلًا عن الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني والشّيخ نسيب وهيبه الخازن. الآنسة جاكلين شبير، مشايخ آل الخازن والبطريركيّة المارونيّة، مجلة المنارة، السنة 26، العددان الأول والثاني، 1985، ص 204. وتحدثت الشّبير عن زعامة المشايخ السياسيّة والدّينيّة، وأوقافهم على الطائفة المارونيّة، وعلاقتهم بالبطريركيّة المارونيّة، وبطاركة ومطارنة العائلة، ودورهم في صلة الوصل بين الموارنة والغرب.

[47] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفيّة (1534 ـ 1861)، ص 219.

[48] ـ ولد في العام 1638. أصبح ملكًا من العام 1643 إلى العام 1715.

[49] ـ المطران يوسف الدبس، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص 216؛ والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخيّة في المقاطعة الكسروانيّة، ص 86؛ 93.

[50] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 219 ـ 228؛ والخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 95.

[51] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 244. وتجدر الإشارة إلى أن ملوك فرنسا قد لقبوه “بالسيد العظيم وبرنس جبل لبنان”، وبلقب مركيز، وبقنصل الأمة الفرنسيّة، ووقع له لويس الرابع عشر بـ “صديقك الأعز لويس” العام 1701. دافع الشيخ حصن عن البطريرك الدويهي في دير قنوبين.طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 277.

[52] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفيّة (1534 ـ 1861)، ص 279.

[53] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفيّة (1534 ـ 1861)، ص 283. كتب الشيخ حصن بن فياض الخازن قنصل فرنسا في بيروت إلى وزير الخارجية في باريس بونشادترين، يطلب بواسطته من الملك لويس الرابع عشر أن يكون سفيرًا لفرنسا في الآستانة،  ليدافع عن الموارنة والمسيحيين. وبعدما توفى الأمير أحمد المعني، اجتمع أعيان البلاد، واختاروا الأمير بشير الأول الشهابي ابن أخت الأمير أحمد، لأن حيدر ابن بنت الأمير أحمد كان قاصرًا، فيكون الأمير بشير نيابة عنه. وكان الخوازنة قيسيون، فنالوا من الأمير حيدر حقّ ولايتهم على كسروان. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 97 ـ 100.

[54] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 287 ـ 289. تجدر الإشارة إلى أنّ الأمير بشير الأول كانت ثقته كبيرة بالمدبر أبي ناصيف، وقد أطلعه على ثروته ومكانها وأسرار حكمه، وهذا ما دعا الأمير حيدر، خلفه، إلى مضايقة المدبّر ليقرَّ له بهذه الأمور. وكان من طموحات هذا المدبّر تنصير أسرة الأمير بشير الأول. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 292. لقد أصبح كسروان ملكًا تامًا لأبناء الطائفة المارونية وولاته آل الخازن. وفي العام 1711 سلّم بشير باشا الأمير يوسف اليمني ولاية الأمير حيدر شهاب القيسي. وأرسل محمود باشا أبا هرموش إلى البلاد ومعه عسكر لطرد الأمير حيدر، فهرب الأمير حيدر ومعه ولداه ملحم وأحمد إلى غزير، وخبأ عياله عند المشايخ الخوازنة. ولما عاد الأمير حيدر إلى الحكم، أقرّ الخوازنة ولاة على كسروان، وكتب لهم الأخ العزيز، وجعل المقدمين اللمعيين أمراء. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 108؛ 119.

[55] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 294.

[56] ـ الأمراء الشهابيون:

الأمير بشير الاول (1697 ـ 1706) ـ الأمير حيدر (1706 ـ 1729) ـ الأمير ملحم (1729 ـ 1754) ـ الأميران أحمد ومنصور (1754 ـ 1763) ـ الأمير منصور (1763 ـ 1771) ـ الأمير يوسف (1771 ـ 1788) ـ الأمير بشير الثاني (1788 ـ 1840) ـ الأمير بشير الثالث (1840 ـ 1841). الشيخ ناصيف اليازجي، رسالة تاريخية في أحوال جبل لبنان في عهده الاقطاعي، ص 51.

[57] ـ جرجي باسيل، الاقطاع والاديار، ص 315؛ والأمير حيدر أحمد شهاب، لبنان في عهد الأمراء الشهابيون، منشورات الجامعة اللبنانية، مج 3، بيروت، 1969، ص 641 ـ 642. وتجدر الإشارة إلى أنّه عندما انعقد المجمع اللبناني في دير سيدة اللويزة في 30 أيلول العام 1736 حضر المجمع مطارنة الطائفة المارونية، والمونسينيور يوسف السمعاني القاصد الرسولي، والمرسلون اللاتين، ومطرانان من طائفة الأرمن الكاثوليك، ومطرانان من طائفة السريان الكاثوليك، ورؤساء العامون والأديار، ورهبان من الكرمليّين واليسوعيّين والكهنة والشمامسة والرهبان والمشايخ الخازنيّين والحبيشيّين والأعيان ومشاهير كسروان وجبل لبنان. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 126 ـ 127.

[58] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 146 ـ 147.

[59] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 344. عهد الأمير ملحم إلى سعد الخوري العام 1754 تدبير أسرته، وأقامه مدبرًا ووصيًا على أولاده الأمراء: يوسف، ومحمد، وقاسم، وسيد أحمد، وأفندي، وحيدر. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 347؛ 386.

[60] ـ وتجدر الإشارة إلى أنه في العام 1754 تنصّر الأمير علي بن الأمير حيدر الشهابي وهو أول نصراني ماروني من الأمراء الشهابيين. ثمّ تنصّر بعده من أولاد الأمير ملحم: الأمير قاسم، والأمير سيد أحمد، والأمير حيدر، وتبعهم كامل الأمراء الشهابيّين واللمعيّين. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 151.

[61] ـ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 344. وتجدر الإشارة إلى أبرز مدبّري الأمير منصور الشهابي الشيخ منصور بن ادّه. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 347. انطلقت من بلاد جبيل أول أسرة من المدبّرين آل حبيش، وتلاها آل نعمه ضو المتمثّلة بالحاج كيوان، ثمّ آل الخازن، فآل الدحداح، وآل إدّه المتحدرة من قرية إدّه. وأول من عرف من وجوهها يوسف إدّه الذي خدم الأمراء المعنيين والشّهابيين. ومن ثمّ تعرّف نسيباه من أسرته، منصور وبطرس إدّه إلى الأمراء الشّهابيين، فدخلا في خدمة الأمير منصور الذي عيّن الشيخ منصور إدّه دهقانًا على أملاكه، وجعل بطرس أخاه رئيسًا على الشرطة. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 542 ـ 543.

[62] ـ من أبرز مدبّري الأمير يوسف سعد الخوري، وولده الشيخ غندور، وسمعان البيطار الذي سلّمه بلاد البترون وكتب اليه “الأخ العزيز”. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 349 ـ 350. وكان للأمير يوسف ثلاثة مدبّرين من مشايخ آل الدحداح: سلوم ويوسف وابراهيم. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 353. لقد أعطى الأمير يوسف آل الدحداح تدبير بلاد جبيل، ورامح الخازن جرود جبيل. . طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 415. ومن أبرز مدبري الأمير يوسف العسكريين جرجس المكنّى بأبي صعب. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 537 ـ 539.

[63] ـ مدبّري الأمير بشير الثاني:

غندور السعد، وسلوم الدحداح، وأقام أخوته في تدبير كسروان تحت ولاية الأمير حسن، وكلفهم إيراد الأموال الأميرية. ومن المدبرين الدحادحة:

يوسف، وأمين، وابراهيم، ومرعي، ومنصور، وغالب، وفرنسيس، ورشيد خليل غالب … خصّهم الأمير بكتابة “الأخ العزيز”. هؤلاء كانوا مدبرين ومساعدين للأمراء الشهابيين أولاد الأمير بشير: كأمين وقاسم وخليل، والأمير بشير الثالث. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 356 ـ 369.

[64] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 161 ـ 181. أمّا المدبّر جرجس باز (أبو عسّاف) فوقف إلى جانب أولاد الأمير يوسف، وعمل على استعادة الحكم لهما. “فصار جبل الشوف وبلاد جبيل في تصرّف أولاد الأمير يوسف… وكان عمدة الأمير حسين جرجس باز، وعمدة الأمير سعد الدين أخوه عبد الأحد باز. لقد شكّل هذا المدبّر والأمير بشير الثاني معًا اتفاق سياسي ـ إداري قضى بتوزيع مهام الحكم بين الأمير وأخيه حسن وأولاد عمه. فيحكم الأمير بشير جبل الشوف وتوابعه حتّى نهر الكلب، ويتولّى الأمير حسن على كسروان، وتبقى المقاطعات الشّمالية من بلاد جبيل إلى طرابلس تحت حكم الأمراء أولاد الأمير يوسف، ويدبرهم عبد الأحد باز، فيما يبقى جرجس باز “بالدير عند الأمير بشير كاخيه” فيتعاطى الأشغال مع الجزّار ومع والي الشام. طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 467 ـ 471.

[65] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 182 ـ 183؛ 185 ـ 188؛ وجرجي باسيل، الإقطاع والأديار، ص 316. وتجدر الإشارة إلى أنّ مدبر الأمير حسن الشّهابي يوسف باخوس أهتم في عائلة الأمير. كذلك عمل على تخفيف حدّة الصراع بين الأمير المذكور وأبناء “المدبرين الخوازنة” وأحفادهم في كسروان عندما وقع الخلاف بسبب تجارة بيع الحرير.طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 546 ـ 549.

[66] ـ دفن في غزير في القبة مع والده. كان له ولدان إبراهيم وعبدالله. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 190 ـ 192؛ طوني ضو، لبنان الكيان ومؤسّسة المدبرية من الإمارة إلى المتصرفية (1534 ـ 1861)، ص 550.

[67] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانيّة، ص 190 ـ 192.

[68] ـ جرجي باسيل، الاقطاع والاديار، ص 317. نقلاً عن رسالة رقم 150 من بشير إلى الأخ عبدالله من دون تاريخ.

[69] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 204 ـ 205؛ وجرجي باسيل، الاقطاع والاديار، ص 317.

[70] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 209 ـ 214؛ وجرجي باسيل، الاقطاع والاديار، ص 318.

[71] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 216 ـ 217. وكان المشايخ الخوازنة يجمعون الرجال في كسروان عندما يطلب الأمير بشير ذلك، وقد جمعوا له نحو 400 رجلاً تحت أمرة الأمير خليل ابنه، وذلك من أجل قمع المشاغبات في جبّة المنيطرة. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 216 ـ 217. وتجدر الإشارة إلى أنه عندما توفي الشيخ بشاره جفال الخازن في زوق مكايل في العام 1826بلا عقب، أرسل الأمير بشير وفدًا من قبله لحجز تركته لذاته لأنه بلا ورثة. لكن حرمة الشيخ بشاره جفال زيارة وشقيقته، طلبتا من البطريرك يوسف حبيش أن يكرّس دارهما ديرًا على اسم سيدة البشارة، ويثبت صك وقفيتهما بكامل أرزاقهما، وأثاث دارهما، وكل ما يتعلق بهما. وهكذا كرّس دارهما، وسمّاه دير البشارة، وأثبت بسلطانه صك الوقفية. الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص 219؛ 221 ـ 222.

[72] ـ جرجي باسيل، الاقطاع والاديار، ص 318 ـ 319.

[73] ـ الخوري منصور الحتوني، نبذة تاريخية في المقاطعة الكسروانية، ص247؛ وجرجي باسيل، الاقطاع والاديار، ص 320 ـ 321.

[74] ـ القائمقامون:

الأمير حيدر اسماعيل أبي اللمع (1843 ـ 1854)، الأمير بشير عساف (أربعة أشهر)، الأمير بشير أحمد أبي اللمع (1854 ـ 1858)، الأمير حسن (1858 ـ 1860)، يوسف بك كرم (17 تشرين الثاني 1860 ـ منتصف حزيران 1861).

[75] ـ ولد العام 1787 في بلدة صليما. دعي في العماد الياس. والده اسماعيل الذي تنصّر وقدّم صورة إيمانه إلى روما. كان حاكمًا في إقطاعة أجداده بالمتن والقاطع. ومع حوادث إبراهيم باشا نفي إلى الخرطوم. ومع العاميّة انطلياس وقع الاختيار عليه حاكمًا وطنيًا. عيّن حاكمًا على النصارى في شهر كانون الأول سنة 1842 بعدما قُسّم لبنان قائمقاميتين. أنشأ قصرًا في بكفيا. توفى في 11 أيار سنة 1854 ونقل جثمانه من صربا إلى بكفيا، وقد دفن في كنيسة سيدة النجاة للآباء اليسوعيين. الخوري إسطفان البشعلاني، لبنان ويوسف بك كرم،