زيارة سلطان ودور قطر الرائد مع مودتي
في المصالحات العربية
منذ إندلاع الأزمة الرئاسية في لبنان وضعت دولة قطر ثقَلها في الميزان العربي لرأب الصدع ما بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية حول القضايا الشائكة في العراق وفلسطين ولبنان. فكانت زيارات مسؤوليها الجوالة على وتيرة شبه دائمة إلى أن أوتيت ثمارها أخيرا في زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى قطر وأدت إلى التصافي بين أهم دولتين خليجيتين كمدخل إلى التصافي العربي بين سورية والسعودية.
وكان من بوادر هذه الزيارة وبواكيرها إعلان سعودي رسمي على لسان الأمير سلطان بالمشاركة الأكيدة في قمة دمشق في 29 الجاري والقول " إن السعودية ستكون أول المشاركين فيها".
لم يكن الخلاف السعودي
أهمية قمة دمشق ، التي تنعقد في 29 الجاري، ليس في كونها موضع خلاف حول لبنان بل في أنها تأتي في ذروة التأزم العربي بين خط موال للغرب وخط مناوىء لمشاريعه في المنطقة.
وهي أول قمة عربية تعقد في العاصمة السورية في عهد الرئيس بشار الأسد حيث يجري الإعداد لها في أجواءالتنقية التي تحرص عليها دولة قطر حتى تأتي النتائج مفعمة بالأمال المعقودة عليها لا أن تخرج كسائر القمم العربية بخلافات أشد وأدهى.
لقد برزت الدبلوماسية القطرية السياسية والإنسانية بشكل جليّ في عدة أزمات عربية لمسنا حصادها في التعاطي الإنساني عبر المساعدات التي قدمتها دولة قطر إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وكانت أول المشاركين في قوة "اليونيفيل" الدولية تأكيدا على إهتمامها البالغ بأوضاع لبنان وإنتشاله بسرعة من واقع الدمار الذي أنزلته الطائرات الحربية الإسرائيلية بأكثرية بناه التحتية والبنى السكنية.
وعلى الصعيد الديبلوماسي، دأبت قطر على لعب دور المصلح في لبنان برغم علاقاتها التي شابتها بعض الإهتزازات مع المملكة العربية السعودية والتي سرعان ما وضعت حدا لها زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلطان والتي تعتبر تحولا نوعيا مهمّا قبيل إنعقاد القمة العربية في دمشق، إذ سوف تنعكس حلحلة وتقاربا وعودة عربية إلى روح التعاون والتآزر للخروج من الرمال المتحركة في العراق وفلسطين ولبنان.
لقد أثبتت دولة قطر جدوى الدور الذي تقوم به في تزليل الشكوك والخلافات سعيا منها إلى تعميم المصالحات العربية التي نحن في أمس الحاجة إليها لتحصين وحدتنا الداخلية.
بيروت، في 15 آذار 2008.