دعا النائب نعمة الله أبي نصر المسيحيين في لبنان وبالتحديد الموارنة الى أن يستعيدوا دورهم الحقيقي في لبنان والمشرق لأنهم أصحاب رسالة عنوانها الحرية والإنفتاح . وقال :
في ضوء الأحداث الخطيرة التي شهدها لبنان أظهر المسيحيون درجة من الوعي تبشّر بالخير ، لكنها غير كافية إذ أنَّ عليهم أن يبادروا فوراً لطرح حلول جذريَّة لمجموع القضايا اللبنانية تقوم على وصلِ ما انقطع بين الطوائف اللبنانية وبالتحديد بين السُنَّة والشيعة والدروز.
وأضاف: لقد سبق وحذّرنا مراراً من خطورة إنتقال الصراع السياسي الى الشارع ، أما وقد وقع المحظور وانفجر الصراع المذهبي في الشارع يهدّد كيان لبنان ، فإذا سقط الكيان خسر الموارنة مبرِّر وجودهم وفقد المسيحيون عموماً فرصة الإستمرار الحرّ في هذا الشرق. ولذلك تتحمَّل القيادات السياسية المارونية مسؤوليةً كبرى في بلورَة الحلول وتعزيز فرص الحوار والتواصل بين مختلف الفئات وإفهام الجميع أن تعزيز الموقع المسيحي في الدولة اللبنانية هو لمصلحة المسلمين قبل المسيحيين وإلاَّ فقَدَ لبنان معناه .
وتوجّه أبي نصر بنداء الى الذين سيجتمعون حول طاولة الحوار ، فدعاهم الى تصحيح الأخطاء المميتة التي ارتُكبت في الطائف والتي أرست قواعد مناقِضة لثوابت التاريخ ، فسلبت لبنان ذاتيَّته وقراره طيلة عهد الوصاية السورية ، وحرمته فرصة بناء دولةٍ حقيقيَّة بعد انتهاء الوصاية . مطلوب من المتحاورين إبتكار حلول تُعيد لبنان الى المنطق اللبناني ، وللوطن معناه الكياني الذي نُشاهد اليوم تخريبه المأساوي .
وقال : إنَّ الدستور المنبثق من الطائف تنكَّر لدور المؤسس الفعلي لدولة لبنان الحديث ، وتغاضى النظام السياسي عن هويته اللبنانية ، فسقط الهيكل فوق رؤوس الجميع ودخلنا في صراعات طائفية ومذهبيَّة ارتبطت بصراعات إقليميَّة أكبر من لبنان ، وعندما وقعت الأزمة السياسية تعطّل مجلس النواب ، وشُلَّت الحكومة وفَرَغَت رئاسة الجمهورية التي لم تتمكن من لعب دور الحَكَم القادر بين المؤسسات ، لأنها جُرِّدَتْ من صلاحيات أساسيَّة في حلِّ الحكومة ومجلس النواب ، فانقلبت الأزمة من المؤسسات الى الشارع وكبرت حتى صارت تُهدِّدُ بحربٍ أهليَّة . هذه هي الحقيقة التي لا بدَّ للمجتمعين أن يَدرُكوها ليستعيد النظام السياسي اللبناني قدرته على تداول السلطة ديمقراطياً بوجود رئيسٍ يحكم فعلاً ويكون بالإمكان محاسبته إذا أخطأ . وأي بحثٍ دون هذا المستوى هو مجرَّد مسكِّنات لأزمة مطروحة قد تنفجر كلَّ حين .
جونيه ؛ في 16/5/2008 مكتب النائب نعمة الله أبي نصر